انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة العمليات الجراحية لعلاج السمنة ولكن هل هي الخيار الأنسب لكل شخص يعاني من مشكلة السمنة المفرطة، بسبب نظام الحياة الأن أصبحت السمنة مشكلة أساسية يعاني منها الكثيرون حول العالم وانتشرت كذلك الكثير من الأمراض التي تسببها السمنة منها مرض السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض.
أصبحت هناك الكثير من التساؤلات التي تخطر بذهن الكثيرين ممن يعانون من السمنة المفرطة منها:-
ما هي الاختيارات المتاحة أمام من يعانون من مشكلة السمنة؟
وكذلك ما هي أنواع الجراحات الموجودة؟
و ما هي الفوائد المرجوة منها وكذلك آثارها الجانبية المحتملة؟
لذا في هذا المقال العمليات الجراحية لعلاج السمنة :خيارات وآثار جانبية سوف نناقش تلك الظاهرة مع بيان فوائدها وآثارها الجانبية وكذلك أنواع الجراحات الموجودة، تابعونا.
نبدأُ أولاً : تعريف السمنة.
تعرف السمنة على أنها حالة من الإلتهابات المزمنة منخفضة المستوي منتشرة في جميع أنحاء جسم الإنسان تسبب الكثير من الأمراض الاستقلابية نذكر منها السكري،و متلازمة تكيس المبايض.
لماذا تم تعريف السمنة على أنها حالة التهابية مزمنة ؟
ذلك راجع إلي أن الخلايا الدهنية تقوم بإفراز مواد كيميائية تعمل على زيادة عددها و تقوم الأوعية الدموية بأمدادها بالدم اللازم لتغذيتها ولكن عندما يزيد حجم الخلية لا يكون إمدادها من الدم كافي لها فتموت وهنا تبدأ الحرب بين الخلايا الدهنية وخلايا جهاز المناعة وهذا ما يسبب التهاب مزمن بالجسم.
ويتسائل الكثيرين منا حول نظام الجسد ولماذا يميل إلى تخزين الدهون الزائدة عن حاجته ولا يتخلص منها مع الفضلات؟
ذلك يرجع بشكل أساسي إلى طبيعة الحياة على الأرض قديمًا حيث لا وجود للطعام بطريقة يومية فكان يتم استخدام تلك الدهون المخزنة للحصول على الطاقة لازالت أجسادنا تعمل بنفس الطريقة بالرغم من أختلاف الوقت والزمن.
يتم تخزين الدهون الزائدة في خلايا تعرف بأسم الخلايا الدهنية أو النسيج الشحمي الأبيض.
وظائف النسيج الشحمي الأبيض.
الدهون الزائدة عن حاجة أجسادنا تلعب دور كبير وليس كما يظن الكثيرين منا أنها بلا فائدة نذكر منها الأتي :-
١-تقوم الخلايا الدهنية بإفراز ما يزيد عن ٦٠٠ مادة كيميائية مختلفة لها مستقبلات متعددة في مختلف أنحاء جسم الإنسان.
٢-تقوم بتصنيع عدد من الهرمونات المسؤولة عن تخزين السوائل داخل الجسم وكذلك مستوى ضغط الدم.
٣-تصنيع بعض الهرمونات القادرة علي حماية نسيج القلب من خطر الذبحات الصدرية.
٤-هي المسؤولة عن تصنيع بعض الهرمونات مثل الكورتيزون، البروجسترون، والاستروجين وغيرها.
ومن الجدير بالذكر أن الخلايا الدهنية كلما زادت في العدد تقوم بإفراز كمية كبيرة من هرمون اللبتين (هرمون الشبع) الذي يذهب عبر الدم إلى مستقبلات خاصة به موجودة في المخ لحثه على إصدار إحساس الشبع ولكن تلك المستقبلات عندما تشعر بكبر هرمون اللبتين تبدأ بمقاومته ليشعر الشخص المصاب بالسمنة بالرغبة المستمرة في الأكل.
العمليات الجراحية لعلاج السمنة :خيارات وآثار جانبية.
هناك العديد من العمليات الجراحية لعلاج السمنة ولكنهم يشتركون في الهدف النهائي وهو فقدان الوزن، ومن الجدير بالذكر أن ليس كل من يعاني من زيادة الوزن يخضع لأي من العمليات الجراحية لعلاج السمنة فهناك شروط لذلك منها:-
- ان يكون الشخص يعاني من السمنة المفرطة ومعناها أن يكون مؤشر كتلة الجسم أعلى من ٤٠كجم.
- معاناة الشخص من أي من الأمراض التي تسببها السمنة المفرطة مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري من النوع الثاني.
- أن يكون الشخص قام بعدد من المحاولات بالتخلص من السمنة عن طريق الأنظمة الغذائية وممارسة الرياضة.
أنواع العمليات الجراحية لعلاج السمنة.
هناك العديد من الأنواع مثلما ذكرنا سابقًا ولكن أشهرهم ثلاثة أنواع وهم كألاتي :-
عملية تكميم المعدة.
١-في هذه العملية يقوم الجراح بإزالة ثلثي المعدة وذلك يكون عن طريق التنظير البطني أو الجراحة بشكلها المتعارف عليه، ويقوم بعد ذلك بتدبيس الجزء الباقي من المعدة والذي عادة ما يكون بحجم أنبوب صغير ويتأكد الطبيب بطرق خاصة أنه لا يوجد تسريب بعد تدبيس الجزء الباقي من المعدة ويظل المريض بالمشفى فترة لا تقل عن ثلاثة أيام.
٢-في فترة أول يوم بعد الجراحة يتناول المريض الماء فقط، وبعدها فترة ثلاثة أيام يتناول السوائل المختلفة بدون إضافة أي سكر، وبعدها يتناول المريض الأطعمة الزبادي واللبن الرائب و بالتدريج تدخل الأطعمة المهروسة وسهلة الهضم ويظل كذلك حتى تمام فترة الأسبوع بعد الجراحة.
٣- يقوم طبيب التغذية العلاجية بعمل نظام غذائى يراعي فيه الحالة الصحية لكل مريض وعادة ما يمنع المريض من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر أو الدهون، تناول المشروبات الغازية، أو تناول الطعام بدون مضغ جيد حتى لا يؤدي ذلك إلى عسر الهضم.
٤-تناول المكملات الغذائية مثل الحديد والكالسيوم وفيتامين د، وكذلك المكملات التي تحتوي على الماغنسيوم والبوتاسيوم وذلك لأن هناك معادن مثل الحديد لا يمتص بدون حمض المعدة والذي عادة ما يكون قليل بعد تصغير حجم المعدة.
أقرأ:نقص الحديد :عدو خفي يهدد صحتك.
وعادة ما يقوم المريض بخسارة ما يقرب من ٥٠ إلي ٦٠٪ من إجمالي وزنه بعد مرور عام كامل من إجراء العملية بسبب صغر حجم المعدة وعدم إفراز هرمون الجريلين الخاص بالجوع والذي كان يقوم بأفرازه الجزء الذي تم إزالته من المعدة.
عملية تحويل المسار.
تختلف عملية تحويل المسار عن عملية تكميم المعدة في كونها عملية معقدة عن تكميم المعدة حيث يقوم الطبيب بما يلي:-
١-يقوم الطبيب بفصل كامل المعدة ويبقى جيب صغير والذي عادة ما يكون بعد المريء مباشرة ويأتي الطبيب إلي الأمعاء الدقيقة ويقوم بقياس ٤سم منها ومن ثم يقوم بالقطع من بعد٤سم و توصيلها بالمعدة،ويكون هذا هو الجهاز الهضمي للشخص بعد القيام بعملية تحويل المسار.
٢- نفس ما يفعله المريض بعد التكميم، يقوم به كذلك المريض بعد عملية تحويل المسار بنفس توصيات الاطباء من تناول المكملات الغذائية إلي النظام الغذائي المناسب مع الحالة الصحية للمريض.
٣- يفقد المريض ما يقرب من ٨٠٪ من إجمالي وزنه الزائد بعد مرور سنة من تاريخ إجراء الجراحة وذلك بسبب عدم إمتصاص السكر أو الدهون من الأمعاء لعدم وجود وظيفة هضمهم في المعدة وكذلك عدم إفراز هرمون الجريلين من المعدة.
ما هي الآثار الجانبية لكلا نوعي الجراحة؟
- تناول المكملات الغذائية مدى الحياة.
- حصوات المرارة:بسبب تركيز العصارة الهضمية وعدم خروجها من المرارة إلى المعدة فتحدث الحصوات داخل المرارة وفي الغالب ما يضطر المريض إلى إزالة المرارة.
- الشعور بالغثيان بعد تناول الطعام.
القئ في حالة إذا كان المريض تناول الطعام زائد عن حجم المعدة.
- زيادة خطر الجلطات.
- مشاكل في الخصوبة بالنسبة للرجال.
- متلازمة الإغراق السريع.
هي أثر من آثار عملية تحويل المسار وليس التكميم
بسبب صغر حجم المعدة الشديد أصبحت لا تقوم بمهمتها الأساسية وهي هضم الطعام فيدخل الطعام علي الأمعاء مباشرة وهي غير مؤهلة للتعامل مع الطعام بشكله الغير مهضوم فيبدأ المريض بالشعور بالغثيان ومغص البطن والقيء والإسهال والتعرق الغزير والدوار.
- إرتجاع المرئ.
وفي كلا نوعي الجراحة نسبة التعرض للفشل كبيرة، في حالة عدم الالتزام بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة وذلك راجع ان المعدة عضو قادر على التمدد أي أنها تعود لنفس الحجم مرة أخرى وتعود قادرة على إفراز هرمون الجريلين (هرمون الجوع) مرة أخري بشكل أكبر مما كان عليه الوضع قبل الجراحة.
عملية ربط المعدة القابل للتعديل.
ويكون ذلك عن طريق ربط الجزء الأعلى من المعدة برباط من السيليكون الطبي ليتشكل جيب صغير يساعد المريض في التقليل من كمية الطعام وتجعله يشعر بالشبع لفترة طويلة ويتصل الرباط بجهاز صغير يوضع تحت الجلد بالقرب من منطقة الصدر والذي يمكن المريض من شد الرباط حول المعدة وإحكامه حسب الضيق المناسب للمريض.
وترتبط مميزات تلك الجراحة في انها :
١-قابلة للعكس وإعادة المعدة إلي وضعها الطبيعي وهو خيار غير موجود في جراحات التكميم وتعديل المسار
٢-لا يوجد إزالة للمعدة أو الأمعاء وبالتالي فهي أقل في المضاعفات.
٣-ضعف فرص الإصابة بنقص الفيتامينات والمعادن.
أما عن العيوب:-
١-فقدان وزن أقل من الجراحات الأخرى
٢-إرتجاع المرئ
٣-تلف الرباط أو انزلاقه مع الوقت.
تلك هي أبرز العمليات الجراحية الموجودة لعلاج السمنة، أما عن بالون المعدة فهي شبيهة بدرجة كبيرة إلى عملية ربط المعدة القابلة للتعديل ولكنها أقل في التعقيد وأقل في فقدان الوزن أيْضًا.
ومن الجدير بالذكر أن العمليات الجراحية لعلاج السمنة مختلفة عن العمليات التجميلية ونذكر منها شفط الدهون وتنسيق القوام.
خِتامًا، تناولنا في هذا المقال العمليات الجراحية لعلاج السمنة ومدى فعاليتها وكذلك ما تحمله من مميزات ومخاطر ولكن يجب التنويه على أن مريض السمنة لا يجب عليه اللجوء لعمليات السمنة كخيار أول كحل للمشكلة ومحاولة فقدان الوزن بطريقة طبيعية وممارسة الرياضة حتى وإن كان ذلك سيأخذ الكثير من الوقت، وفي حالة تعذر ذلك على المريض يجب مناقشة الطبيب في مميزات ومخاطر الجراحةو اتخاذ قرار مدروس بعناية.
الأسئلة الشائعة حول العمليات الجراحية لعلاج السمنة:خيارات وآثار جانبية.
ما هي العمليات التي تنقص الوزن؟
العمليات التي تنقص الوزن هي تكميم المعدة، تحويل المسار، وربط المعدة القابل للتعديل، وكذلك بالون المعدة.
ايه احسن عملية تخسيس؟
أفضل عمليات التخسيس هي القابلة لعكس الإجراء مثل بالون المعدة أو ربط المعدة القابل للتعديل.
هل العملية الجراحية تنقص الوزن؟
نعم، تقوم كل العمليات الجراحية بإنقاص الوزن بنسب مختلفة تعتمد على نوع الجراحة .
كتابة المقال :دينا سعيد.