متلازمة تكيس المبايض والعلاقة بينها وبين الهرمونات.. تعتبر متلازمة تكيس المبايض واحدة من أكبر المشاكل التي تؤثر على خصوبة المرأة وبالتالي حدوث تأخر الحمل بسبب التغيرات الهرمونية التي تتسبب بها، ومع أنتشار تلك المتلازمة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم وارتفاع معدلات الإصابة بها بشكل كبير تبرز أهمية فهمنا لتلك المتلازمة وتأثيراتها على جسم المرأة بشكل أعمق.
لذا في هذه المقالة عن متلازمة تكيس المبايض والعلاقة بينها وبين الهرمونات سنسعي للتعرف على جوانب تلك المشكلة الطبية الشائعة بدْءًا من الأعراض وصولاً إلي طرق التشخيص والعلاجات المتاحة.
متلازمة تكيس المبايض والعلاقة بينها وبين الهرمونات :تفسير أدق.
يلعب المبيض دور كبير في عملية التوازن الهرموني في جسم المرأة عُمومًا وليس مثل ما هو شائع أن دوره الأساسي يقتصر على الصحة الإنجابية.
فما هو دور المبيض في تنظيم الهرمونات؟
- هرمون الأستروجين.
هو الهرمون الأساسي في جسم المرأة يتم إفراز الأستروجين بشكل متزايد بداية من أخر يوم في الدورة الشهرية أي في النصف الأول من الدورة الشهرية ويبدأ في الزيادة بشكل تدريجي حتى يصل إلي اليوم ١٤ وهو يوم الإباضة المتوقع وبعدها يبدأ في الانخفاض التدريجي في النصف الثاني من الدورة، وهذا ليس كل شئ بالنسبة لدور هرمون الأستروجين في جسم المرأة وفيما يلي سوف نذكر دور هرمون الأستروجين الكامل:-
١-صحة العظام:يلعب دور هام في الحفاظ على صحة العظام وبناء العضلات لدى المرأة، وكذلك المحافظة على كثافة العظام مما يمنع الإصابة بمرض هشاشة العظام.
٢-صحة القلب والأوعية الدموية : يلعب دور هام في توازن الدهون مستويات الدهون في الدم وبالتالي فهو يمنع من ترسب الدهون على جدران الأوعية الدموية مما يساهم في الحماية من الإصابة بأمراض القلب الوعائية.
٣-إبراز الصفات الأنثوية: يلعب دور كبير في تشكيل جسم المرأة وإضفاء الطابع الأنثوي مثل شكل الجسم ،نمو الثديين،ونعومة الصوت.
٤-التأثير على الحالة المزاجية : يلعب الأستروجين دور هام في الجهاز العصبي وتقليل التوتر ففي النصف الأول من الدورة في حالة ارتفاعه يساهم في تحسين الحالة المزاجية للمرأة وعندما يبدأ في الانخفاض التدريجي تزداد حالة التوتر والعصبية لدى المرأة.
٥- يساعد في الحفاظ على صحة الجهاز التناسلي للمرأة.
- هرمون البروجسترون.
عندما يبدأ هرمون الأستروجين في الانخفاض التدريجي في النصف الثاني من الدورة الشهرية يبدأ هرمون البروجستيرون في الارتفاع التدريجي، فهو المسئول الأول في الحفاظ على صحة الحمل إذا تم تخصيب البويضة وإذا لم يحدث الحمل يسمح انخفاض نسبته في نهاية الجزء الثاني من الدورة إلى حدوث دورة طمثية جديدة وكذلك ارتفاع نسبته تؤدي إلى حدوث حالة من العصبية والقلق لدى المرأة فهو على العكس من هرمون الاستروجين، وكذلك إنخفاض الرغبة الجنسية لدى المرأة،واحتباس السوائل داخل جسم المرأة.
وبذلك فكل الأعراض التي تظهر على المرأة قبل اقتراب دورة الحيض هو المسئول عنها.
- هرمون التستوستيرون.
وبالرغم من كونه هرمون الذكورة فهو الهرمون الرئيسى بالنسبة للرجال إلا أن المبيض يقوم بأفراز نسبة ليست بالكبيرة ولكنه يقوم بدور لا بئس به بجسم المرأة.
أما عن دوره فهو:-
١-يساهم في الحفاظ على صحة العظام وبناء العضلات لدى المرأة والمحافظة على الكتلة العضلية وكذلك كثافة العظام.
٢-يلعب دور هام في تحفيز الرغبة الجنسية لدى المرأة وتنظيمها.
٣-لديه دور هام في تحسين الحالة المزاجية والشعور بحالة من النشاط والحيوية.
٤-له دور في الحفاظ على صحة البشرة ونموه الشعر.
٥-مسئول بصورة أساسية في الحفاظ على التوازن الهرموني لدى المرأة.
كل ما سبق هو دور المبيض الأساسي في تنظيم الهرمونات الأساسية لجسم المرأة، إلى جانب دوره في الحفاظ على البويضات ومساعدتها على النمو.
أسباب الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
هناك عدد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض ومنها:
- زيادة الوزن.
الإصابة بالسمنة هي السبب الأساسي في الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض خُصوصًا إذا كانت الدهون متمركزة حول منطقة البطن.
أقرأ:تعرف علي أنواع الدهون في جسم الإنسان :نصائح وفوائد.
- خلل التوازن الهرموني.
الدهون الموجودة في منطقة البطن تؤدي إلى خلل فى التوازن الهرموني للمبيض فيبدأ الخلل الهرموني بنقص في إفراز الهرمونات الأساسية للمرأة وهم الاستروجين، البروجسترون، وزيادة في إفراز الأندروجينات (هرمون الذكورة)، فيؤدي ذلك إلي حدوث خلل في التبويض وبسبب ذلك الخلل لا تصل البويضة للحجم المطلوب، ومع نقص هرمون البروجسترون فلا يتم إطلاق البويضة من الجريب الخاص بها وتظل موجودة على سطح المبيض.
- العامل الوراثي.
يلعب العامل الوراثي دور كبير في الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
مقاومة الأنسولين هي حالة مصاحبة للسمنة وزيادة الوزن إلى حد كبير وفيها تكون الخلايا أقل حساسية لهرمون الأنسولين المفرز بواسطة البنكرياس، ويصبح الأنسولين غير قادر على إدخال سكر الدم إلى داخل الخلايا للإستفادة به كمصدر للطاقة.
أعراض متلازمة تكيس المبايض.
- تأخر الدورة الشهرية.
بسبب الخلل الهرموني و اضطرابات الإباضة، تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة وتتأخر عن ٣٥ يوم فتأتي كل شهرين أو أكثر من ذلك.
يعتبر تأخر الحمل هنا نتيجة طبيعية لكل الأسباب سالفة الذكر، متلازمة تكيس المبايض سبب أساسي للعقم الوظيفي لدى السيدات، وفي الغالب يتم اكتشاف الإصابة بها فى تلك المرحلة من خلال أولى مراحل اكتشاف أسباب تأخر الحمل وهي متابعة التبويض.
- زيادة نمو الشعر لدى المرأة خاصة في منطقة الصدر، البطن و الذقن.
في بعض الحالات قد يحدث الحمل ولكن في الغالب لا يتم استمراره وينتهي بحدوث الإجهاض وذلك بسبب سوء جودة البويضة وصغر حجمها.
- آلام و انقباضات رحمية خارج وقت الدورة الشهرية.
ومن الجدير بالذكر أن عدم خروج البويضات من المبيض يكون بسبب صغر حجمها ونقص إفراز هرمون البروجسترون فتبقى على سطح المبيض على شكل حويصلات.
طرق تشخيص متلازمة تكيس المبايض.
تتم عملية التشخيص بناء على محورين أساسيين وهم:-
-
تحاليل الهرمونات.
يتم قياس نسبة الهرمونات الأساسية لدى المرأة وهم الأستروجين و البروجستيرون في ظل وجود الدورة الشهرية، وهناك تحليل خاص هرمون الذكورة يتم قياسه في خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية حتى نحصل على نسبة دقيقة له.
- استخدام أجهزة الموجات الفوق صوتية(السونار).
يستخدم الطبيب المختص جهاز السونار ليحصل على صورة دقيقة لسطح المهبل يستطيع من خلالها الجزم بإصابة السيدة بمتلازمة تكيس المبايض من عدمه.
علاج متلازمة تكيس المبايض.
يتم العلاج حسب رؤية الطبيب المختص بناء على نتائج الفحوصات التي تم إجرائها ولكن في الغالب يكون العلاج قائم على الأتي:-
- ضبط خلل الهرمونات.
وذلك يتم من خلال بعض الأدوية الهرمونية التي يقوم الطبيب بوصفها للسيدة وفي الغالب تستمر عليها السيدة لمدة ثلاث أشهر كاملة.
- استخدام أدوية الميتفورمين.
للتخفيف من أثر مقاومة الأنسولين على جسم السيدة، وبالتبعية تحسين التبويض ويتم الاستمرار عليه لمدة ثلاث أشهر كذلك.
- النزول في الوزن.
تشير أخر الدراسات الصادرة عن الجمعية الأوربية إلي ضرورة خسارة ما يقرب من ١٠٪ من وزن الجسم.
وبعد استمرار السيدة علي الأدوية طوال الفترة التي يحددها الطبيب المختص مع استمرار المتابعة يأتى دور المرحلة التالية وهي:-
- منشطات التبويض.
وفي الغالب تستمر عليها السيدة لمدة ست أشهر، وهنا لابد من الذكر أن الحمل وارد الحدوث خلال في أي وقت قي تلك الفترة.
وهنا يجب التنويه أن كثير من السيدات يقمن باستخدام المنشطات بدون وصفة طبية في حالة تأخر الحمل وهذا يؤدي إلى بعض المشاكل ففي حالة إصابة السيدة بمتلازمة تكيس المبايض تزداد لديها حدة المتلازمة، وفي حالة عدم الإصابة بها تزداد معدلات خطر الإصابة بها.
ماذا يحدث إذا لم يحدث التبويض حتى بعد استخدام المنشط؟
يلجأ الطبيب في هذه الحالة إلي عملية تثقيب المبيض ويتم إجراؤها عن طريق منظار البطن ويكمن هدفها الأساسي في القضاء على بعض الخلايا التي تقوم بإفراز هرمون الذكورة.
وتستمر السيدة بعد المنظار مدة ستة أشهر أخرى باستخدام المنشط، وإذا لم يحدث التبويض يلجأ الطبيب إلي المرحلة الأخيرة وهي:-
- وسائل الإخصاب المساعدة(lVF).
أي تقنية الحقن المجهري وفيها يتم تلقيح البويضة خَارِجِيًّا في المعامل المختصة بذلك، ثم يأتي دور إرجاعها لداخل الرحم مرة أخري.
خِتَامًا: متلازمة تكيس المبايض والعلاقة بينها وبين الهرمونات :تفسير أدق، تعد تلك الحالة مشكلة طبية شائعة يمكن التغلب عليها في اختيار نمط حياة صحي ولكن صعوبتها الأساسية تكمن في جوانبها النفسية، لذا لابد من تكاتف المجتمع الطبي ككل لتوفير الدعم والاحتواء اللازمين لمساعدة النساء المتأثرات بتلك المتلازمة وتحقيق حلم الأمومة.
المراجع:-
https://www.nichd.nih.gov/health/topics/pcos/conditioninfo/symptoms.
الموضوع ممتاز جدا ، و الكاتبة اوفت في كل اجزاءة