تضخم الغدة الدرقية يعتبر حالة صحية من الحالات الشائعة التي تؤثر على قطاع عريض من البشر في مرحلة ما من حياتهم، وعلى عكس ماهو شائع ليس أي تضخم في الغدة الدرقية يعتبر ورم خبيث أو سرطاني.
بل هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، وبالنظر إلى الدور الهام الذي تلعبه الغدة الدرقية في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في جسم الإنسان، سنحاول في تلك المقالة الكشف عن واحد من الأعراض الهامة التي تشير إلى حدوث خلل في الغدة، وكذلك مناقشة الأسباب التي تؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، والأعراض، وكذلك طرق التشخيص، والعلاجات المتاحة، تابعونا.
ماهية الغدة الدرقية.
هي غدة تقع أسفل الرقبة أمام القصبة الهوائية تتكون من فصين على جانبي القصبة الهوائية يربط بينهم قنطرة، ذلك التكوين يعطي الغدة الدرقية شكل الفراشة، تقع الغدة الدرقية تحت سيطرة الغدة النخامية حيث لا تقوم الغدة الدرقية بإفراز هرمون الثيروكسين T4 إلا بعد تنبيه من الغدة النخامية بإفراز الهرمون المنبه للغدة الدرقية TSH، ولكن هرمون الثيروكسين لا يعمل بصورته الأساسية بل يتم تحويله في عدد من أنسجة الجسم، و الكبد ليتحول إلى الصورة الأكثر فعالية ونشاط وهو ثلاثي يودوثيرونين T3 ذلك الهرمون الذي يلعب دور أساسي في الكثير من العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان،تلك الهرمونات سالفة الذكر يتم إفرازها في الدم مباشرة.
ما هو دور الغدة الدرقية في جسم الإنسان؟
- تنظيم معدل الأيض :تعمل هرمونات الغدة الدرقية على تنظيم معدل الأيض عن طريق حرق الدهون والكربوهيدرات، مما يساعد في تنظيم وزن الجسم.
- المحافظة على درجة حرارة الجسم :يتم ذلك عن طريق التحكم في معدل حرق الطاقة.
- تنظيم وظائف القلب:تعمل هرمونات الغدة الدرقية في التحكم في العضلات القلبية وقوة انقباضه، وبالتالي المحافظة على معدل ضربات القلب ضمن معدلاتها الطبيعية.
- النمو والتطور:تلعب هرمونات الغدة الدرقية دور أساسي في نمو الأنسجة، وكذلك عملية النمو الطبيعي لدى الأطفال وخاصة نمو الجهاز العصبي المركزي، هذا غير دورها في عملية نمو الجنين أثناء الثلاث الأشهر الأولى من الحمل حيث أنها لا تتكون غير في الثلاث الشهور الوسطى من الحمل.
- التأثير على الجهاز العصبي المركزي : تلعب هرمونات الدرقية دور رئيسي في تنظيم النشاط العصبي والمزاج، حيث تؤدي اضطرابات الغدة الدرقية إلى زيادة حالات القلق والتوتر، وكذلك الاكتئاب.
- إفراز هرمون الكالسيتونين : هو الهرمون الذي يساعد على خفض نسبة الكالسيوم في الدم في حال زيادتها عن طريق منع تحرر الكالسيوم من العظام إلى الدم، وكذلك يساعد على بناء العظام، وإدخال الكالسيوم إليها، مما يساهم في زيادة ترسيب الكالسيوم داخل العظام.
- المحافظة على صحة الجلد والشعر:حيث تؤدي اضطرابات الغدة الدرقية إلى جفاف الجلد، وتساقط الشعر.
تضخم الغدة الدرقية وأنواعه.
تضخم الغدة الدرقية هي حالة طبية تعرف بإسم جويتر ومعناها زيادة في حجم الغدة الدرقية التي تقع في منطقة الرقبة، ومن الجدير بالذكر أن زيادة حجم الغدة يعتبر واحد من الأعراض التي تدل على خلل ما في وظيفة عمل الغدة، وعادة ما تصيب أمراض الغدة النساء أكثر من الرجال بنسبة١:٧.
أما عن أنواع تضخم الغدة الدرقية.
١- التضخم الفسيولوجي : يحدث ذلك التضخم نتيجة لزيادة الحاجة لهرمونات الغدة الدرقية.
٢-التضخم المستوطن: هو ما يصيب بعض الناس الموجودين في المناطق الجبلية، وغيرها من المناطق البعيدة عن المسطحات المائية والبحار.
٣-التضخم الجريبي :نوع من أنواع تضخم الغدة الدرقية، حيث يزداد فيه حجم الجريبات وهي الوحدات الأساسية في الغدة الدرقية التي تقوم بإفراز الهرمونات.
٤-التضخم العقدي السام:هذا النوع من التضخم ينطوي على وجود عقيدة واحدة، أو عدة عقيدات تلك العقيدات تكون نشطة تقوم بإفراز الكثير من هرمونات الغدة الدرقية لذلك يعرف باسم التضخم العقدي السام.
٥-التضخم العقدي غير السام:ذلك النوع من التضخم ينطوي أيْضًا على وجود عقيدات ولكنها تكون غير مصاحبة لأي خلل في هرمونات الغدة الدرقية.
٦-الكيسات الدرقية: هذا التضخم يكون بسبب وجود كيس أو أكثر داخل الغدة تلك الأكياس عادة ما تكون مملوءة بالسوائل، أو خليط بين السوائل وبعض الأجسام الصلبة.
٧-التضخم الدرقي الخبيث: ذلك التضخم يتكون من ورم خبيث، أو ما يعرف بالسرطان الدرقي.
أسباب تضخم الغدة الدرقية.
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية نذكر منها الأتي :-
-
العوامل الوراثية.
تلعب العوامل الوراثية دور في الإصابة حيث تزداد معدلات الإصابة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي.
بعض أمراض المناعة الذاتية التي يقوم فيها جهاز المناعة مهاجمة خلايا وأنسجة الجسم، وفي حالة تضخم الغدة الدرقية هناك نوعين وهم:-
١-داء غريفز.
مرض من أمراض المناعة الذاتية يسبب زيادة في إفراز الغدة الدرقية، ويعتبر تضخم الغدة الدرقية واحد من أهم أعراضه إلى إضافة إلى بعض الأعراض الأخري مثل فقدان الوزن الغير مبرر، العصبية والقلق، زيادة الشهية، والإرهاق، زيادة معدل ضربات القلب، وغيرهم.
٢-داء هاشيموتو.
وهو أيْضًا مرض مناعي، ولكنه يسبب نقص في إفراز الغدة الدرقية من الهرمونات،و يؤدي إلي زيادة حجم الغدة الدرقية إضافة إلى بعض الأعراض منها زيادة الوزن، بطء ضربات القلب، جفاف الجلد والشعر، مشاكل التركيز، دورات الحيض الغير منتظمة بالنسبة للنساء، وغيرها من الأعراض.
-
فترات الحمل والرضاعة.
في تلك الفترة من حياة المرأة تزداد حاجتها إلى هرمونات الغدة الدرقية لتنظيم وظائف جسدها هي، إضافة إلى الجنين نتيجة لذلك يحدث تضخم فسيولوجي طبيعي في الغدة الدرقية ويختفي بعد زوال المسبب بدون الحاجة إلى علاج.
-
نقص اليود.
ذلك النوع من تضخم الغدة الدرقية هو أكثر الأنواع اِنْتِشَارًا وفي الغالب ما يصيب الأشخاص في المناطق الجبلية بسبب صعوبة احتواء نظامهم الغذائي على عنصر اليود وهو العنصر الأساسي لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، يعتبر ذلك التضخم من النوع المستوطن.
-
إلتهابات الغدة الدرقية.
تحدث تلك الالتهابات بسبب التعرض لأي نوع من أنواع العدوى سواء فيروسية، أو بكتيرية مما قد يسبب تضخم الغدة الدرقية لدى بعض الأشخاص.
-
الأدوية.
بعض أنواع الأدوية مثل التي تحتوي على الليثيوم المستخدم في علاج بعض الاضطرابات النفسية، قد تسبب تضخم الغدة الدرقية لدى بعض الناس.
-
التعرض للإشعاع.
الأشخاص الذين خضعوا للإشعاع في منطقة الرقبة والصدر سواء كان لعلاج السرطان، أو غيرها من الحالات معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بخطر تضخم الغدة الدرقية.
-
العقيدات الدرقية.
-
سرطان الغدة الدرقية.
أعراض و تشخيص تضخم الغدة الدرقية.
غَالِبًا لا يسبب تضخم الغدة الدرقية أي أعراض خُصوصًا إذا كان التضخم بسيط، ولكن إذا زاد حجم التضخم في الغدة فقد ينتج عنه بعض الأعراض منها:-
- بحة في الصوت.
- ألم عند البلع بسبب الضغط على منطقة المريء.
- ضيق في التنفس بسبب الضغط على القصبة الهوائية.
- شعور بعدم الارتياح في منطقة الحلق.
- التغير في إفرازات هرمونات الغدة البعض بالزيادة، والبعض الآخر بالنقصان.
أما عن تشخيص تضخم الغدة الدرقية.
- عادة ما يبدأ التشخيص بالفحص السريري للمريض لمنطقة العنق على الأخص أثناء البلع.
- وبعدها يطلب الطبيب بعض الفحوصات المخبرية وهي TSH, T3, T4 وذلك للتأكد من إفرازات الغدة الدرقية من الهرمونات لا يوجد بها أي خلل.
- يلجأ الطبيب إلى استخدام الموجات فوق الصوتية لتقييم حجم الغدة والتأكد من سبب التضخم سواء عقدي أو تكيسات.
- في بعض الأحيان يلجأ الطبيب للمسح الذري بهدف التقاط صورة واضحة للغدة الدرقية، وتحديد كيفية امتصاصها اليود.
- في حالة إذا كانت سبب التضخم عقدي، وغير منتظم الشكل في الغالب يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة من النسيج العقدي وإرسالها إلى المختبر للتأكد إذا كان الورم حميد أو خبيث.
العلاجات الفعالة لتضخم الغدة الدرقية.
يكمن علاج تضخم الغدة الدرقية بعد تحديد سبب التضخم، أما عن طرق العلاج المستخدمة فهي:
-
العلاج الدوائى.
في الغالب ما يلجأ الطبيب إليه في حالة ما إذا كان تضخم الغدة الدرقية ناتج عن نقص اليود فيتم وصف المكملات الغذائية التي تحتوي على اليود للمريض، أما إن كان بسبب نقص إفراز الغدة الدرقية هاشيموتو فيتم تعويض المريض عن طريق هرمونات الغدة الدرقية البديلة، ولكن الأصعب إذا كان السبب هو زيادة إفراز الغدة الدرقية فيتم إعطاء المريض بعض الأدوية المثبطة لإفراز هرمونات الغدة الدرقية وهناك بعض الحالات التي تستجيب للعلاج الدوائي والبعض لا.
-
العلاج الجراحي.
١-عادة ما يتم اللجوء للجراحة في حالة داء غريفز أو زيادة الإفراز الغير مستجيب للعلاج الدوائي، فيتم استئصال الغدة بشكل كامل وتعويض المريض بالهرمونات البديلة.
٢-وكذلك الحال بالنسبة لوجود عقيدات كبيرة في الحجم تتسبب في أعراض مثل ضيق في التنفس فيتم إزالة الغدة بالكامل أو جزء منها حسب رؤية الطبيب، وفي حالة وجود أكياس متكررة بعد إفراغها أكثر من مرة، وقتها يستأصل الطبيب الغدة، مع التعويض بالهرمونات البديلة.
٣-أما في حالة الاشتباه في سرطان الغدة الدرقية، يقوم الطبيب بالتأكد عن طريق أخذ عينة وتحليلها وفي حالة ثبوت التشخيص يتم استئصال الغدة الدرقية عن طريق الجراحة.
ومن الجدير بالذكر أن جراحات الغدة الدرقية تطورت إلى حد كبير في وقتنا الحالي، وأصبحت أقل في الخطورة عما كانت عليه.
-
العلاج باليود المشع.
يتم استخدامه مع حالات داء غريفز في بعض الأحيان وقبل اللجوء للعلاج الجراحي، أو إذا ما كانت هناك بعض العقيدات الفردية التي تقوم بإفراز هرمونات زائدة من هرمونات الغدة ويكون الهدف هنا هو تدمير تلك العقيدات مع الحفاظ على وظيفة الغدة.
ويتم إستخدامه بعد الجراحة في حالة سرطان الغدة الدرقية للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية، وكذلك لمنع تكرار السرطان.
-
العلاج بالكي الحراري أو الأشعة التداخلية.
تلك التقنيات تعتبر حديثة نِسْبِيًّا في علاج تضخم الغدة الدرقية ويتم اللجوء لها كخيار أمن نِسْبِيًّا قبل اللجوء إلى الجراحة، وحسب رؤية الطبيب علي أي حال.
خِتَامًا،تضخم الغدة الدرقية مشكلة شائعة وليست خطيرة أو مهددة للحياة، ولكنها قد تؤثر على جودة حياة المريض إذا كانت مصاحبة لأي أعراض، ولكن التشخيص الجيد، والمتابعة الطبية المستمرة يمكن للمريض إدارة الأعراض والتحكم بها بشكل فعال.
الأسئلة الشائعة حول تضخم الغدة الدرقية.
تضخم الغدة الدرقية هل هو خطير؟
لا، تضخم الغدة الدرقية في حد ذاته ليس مرض خطير أو مهدد للحياة.
هل يمكن التعايش مع تضخم الغدة الدرقية؟
نعم، يمكن التعايش مع التضخم الدرقي في حالة عدم تسببه في أي أعراض.
- هل تضخم الغدة الدرقية يعد سرطان؟
لا، ليس كل تضخم في الغدة يعتبر سرطان فهناك العديد من أنواع التضخم الدرقي البعيدة عن كونها سرطان ولا تسبب الإصابة به.