النسيج الدهني أو ما نعرفه نحن بالدهون عضو خفي نعرف عنه أقل القليل ونجهل عن أهميته الكبيرة الكثير، نحن نعتقد أن وجود الدهون بالجسم مرادف للسمنة وزيادة الوزن؛ وعليه نسعى للتخلص منها، لذلك سنحاول عزيزي القارئ في السطور القليلة القادمة إيضاح دور النسيج الدهني في أجسادنا، وكذلك الإجابة عن السؤال الأهم هل الدهون عدو أم صديق؟
تابعونا.
ما هو النسيج الدهني
هو نوع من أنواع الأنسجة الضامة الموجودة بالجسم، يحتوي بشكل أساسي على عدد من الخلايا الدهنية، وهي من المفترض أنها ثابتة من حيث العدد؛ وعليه السمنة أو زيادة الوزن وفي بداية الأمر لا تعتمد على زيادة عدد الخلايا الدهنية، بل تعتمد على زيادة حجم الخلايا الدهنية، ومع استمرار تناول سعرات حرارية زائدة عن حاجة الجسم يتم زيادة عدد الخلايا الدهنية الموجودة في النسيج الدهني؛ ومن ثم حدوث السمنة المفرطة.
ومن الجدير بالذكر أن النسيج الدهني لا يحتوي على الخلايا الدهنية فحسب، بل يتكون من أوعية دموية وخلايا مناعية وكذلك ألياف ضامة.
هل تعلم عن :العمليات الجراحية لعلاج السمنة:خيارات وآثار جانبية.
ما هي أنواع النسيج الشحمي
هناك نوعان رئيسيان من النسيج الشحمي وهما:-
أولاً :النسيج الشحمي الأبيض.
وهو النوع الأساسي والأكثر شيوعاً بالجسم له عدد من الوظائف منها:-
- مخزن الطاقة بالجسم.
الخلايا الدهنية هنا تكمن وظيفتها الأساسية في تخزين الدهون الثلاثية داخل الخلايا الدهنية، للإستفادة بها، حيث يعمل الجسم على تفكيك تلك الدهون والاستفادة منها كمصدر للطاقة عند الحاجة إليها.
- ثبات درجة حرارة الجسم.
النسيج الشحمي الأبيض يعمل كطبقة عازلة على الأعضاء المختلفة مثل القلب، والكلى وغيرهم، وهو يلعب دور أساسي في عدم فقدان الحرارة من الأعضاء الداخلية ومنها إلى خارج الجسم؛ وعليه يستطيع جسم الإنسان تنظيم درجة حرارته بشكل كبير.
- حماية الأعضاء من الصدمات.
كما تمت الإشارة سابقًا إلي أن الدهون الشحمية البيضاء، تحيط بالأعضاء من الخارج مما تشكل درع لحماية الأعضاء الداخلية من أي تأثيرات خارجية كالصدمات وغيرها.
ثانيًا : النسيج الشحمي البني.
هذا النوع هو الأقل شيوعاً في جسم الإنسان على الأخص عند التقدم في العمر، بمعنى آخر هذا النوع منتشر لدى الأطفال الرضع لعدم قدرة أجسامهم على تنظيم درجة الحرارة، عادة ما ينتشر في مناطق مثل الرقبة، الكتفين، وكذلك حول العمود الفقري، كما يتميز هذا النوع من النسيج الدهني بوجود الميتوكوندريا وهو ما يمنح النسيج لونه المميز، تقوم الميتوكندريا بالتحكم في عمليات حرق الدهون داخل الجسم وهو ما يفسر انخفاض قدرة الجسم على حرق الدهون كلما زاد التقدم في العمر.
من الجدير بالذكر أن هناك نوع ثالث من أنواع النسيج الدهني وهو:-
- النسيج الدهني البيج.
يتشكل كإستجابة للعوامل البيئية الخارجية مثل التعرض للبرد، يوجد بداخل النسيج الشحمي الأبيض ولكن ما يميزه وجود الميتوكوندريا القادرة علي تحويل الدهون إلي طاقة؛ أي أنه يساعد على:-
- الحفاظ على دفئ الجسم.
- التحكم في عمليات الأيض وحرق الدهون.
أي أن الفرق بين النسيج الدهني الأبيض والبني يكمن في فرق أساسي؛ بينما يميل النسيج الدهني الأبيض إلي تخزين الدهون الثلاثية كمصدر من مصادر الطاقة، يقوم النسيج البني علي حرق الطاقة لتوليد الحرارة، والحفاظ على عمليات الأيض بداخل الجسم.
النسيج الشحمي الأبيض وظائفه وأهميته.
النسيج الدهني و الخلايا الدهنية الموجودة به، يلعب دور كبير في الحفاظ على الصحة العامة للإنسان بسبب قيامه بالعديد من الوظائف نذكر منها الأتي :-
- الخلايا الدهنية تقوم بإفراز ما يزيد عن 600 مادة كيميائية، لها مستقبلات خاصة بها في مختلف أنحاء جسم الإنسان، تعمل على تنظيم الكثير من الوظائف.
- مسؤولة بشكل أساسي وكامل على تصنيع الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين، و البروجستيرون،والليبتن هرمون الشبع، وكذلك التستوستيرون.
- تقوم بتصنيع هرموني الكورتيزول و والأديبونكتين الذي يعمل على تحسين استجابة الجسم للأنسولين وكذلك له خصائص مقاومة للالتهاب.
- النسيج الدهني قادر على إفراز مركبات مضادة للالتهابات، تساعد في الحفاظ على توازن الجهاز المناعي.
- يقوم بتصنيع بعض الهرمونات وظيفتها الأساسية تكمن في الحفاظ على صحة القلب من خطر الجلطات، وكذلك الإصابة بالذبحات الصدرية.
وبالرغم من دورها الهام في الحفاظ على الصحة العامة بالجسم إلا أن زيادة الخلايا الدهنية بشكل كبير، يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، زيادة حالة الالتهاب المزمن داخل الجسم بسبب نشاط جهاز المناعة للتخلص من الخلايا الدهنية الميتة بسبب كبر حجمها وعدم قدرة الأوعية الدموية على تغذيتها.
كما أن زيادتها تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون اللبتين بكميات كبيرة، تجعل من المخ غير مستجيب للهرمون وبالتالي عدم الشعور بالشبع والاستمرار في تناول المزيد من الطعام.
أنواع ومواقع الدهون في الجسم
توزيع الدهون بالجسم يعتمد على نوع الهرمونات، ففي حالة الذكور يزيد تخزين الدهون في منطقة البطن، ولدي السيدات تخزين الدهون يميل إلى التركز في منطقة الأرداف، أما عن أنواع الدهون فهي كالأتي :-
أولاً : الدهون الحشوية.
هي الدهون التي تتراكم حول أعضاء الجسم الداخلية مثل الكبد، الأمعاء، القلب، وكذلك المعدة، وخطورتها تكمن في عدم قدرتنا على تحديد كميتها، وبالرغم من ذلك قد لا يظهر على الشخص الإصابة بالسمنة، ولكن في حالة ظهور السمنة علي الشخص فإنها تميل إلى التركز داخل تجويف البطن.
ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الدهون هو المرتبط بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، وكذلك الكبد الدهني، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب.
ثانيًا :الدهون تحت الجلد.
أكثر أنواع الدهون شيوعاً في الجسم تتركز بشكل أساسي في منطقة الأرداف والفخذين وكذلك الذراعين، وهي تعتبر أقل في الخطورة من الدهون الحشوية من حيث تأثيراتها الصحية، ولكنها ذات مظهر سئ في حال زيادتها بشكل مفرط.
في النهاية، النسيج الدهني يعتبر سلاح ذو حدين حيث أنه يلعب دور لا يمكن تجاهله في الصحة العامة من توازن لبعض الهرمونات، مساعدة الجسم على امتصاص عدد من المعادن وغيرها، ولكن في حالة زيادة النسيج الدهني عن الحد اللازم فإنه يتسبب في العديد من الأمراض مثل أمراض القلب، السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى حالة التهابية مزمنة بالجسم مما يؤثر كذلك على جهاز المناعة ودوره، لذلك يجب الحرص على إتباع نظام غذائي صحي يساعد على توازن الدهون في الجسم.