فوائد القهوة الصحية والأضرار المحتملة.. القهوة ذلك المشروب الأكثر شعبية على مستوى العالم كله، ذلك المشروب الساحر الذي احتار المؤرخون في تاريخ اكتشافه ولكنه يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، وبالرغم من طعمها الغني ورائحتها الفواحة التي تثير في النفس شعور بالسعادة والنشاط يعتبره الكثيرين بداية مثالية ليومهم،ولكن بالنظر إلى تأثير القهوة نجد أنه أعمق بكثير من مجرد لحظات من المتعة والسعادة فهناك الكثير من الدراسات والأبحاث التي تؤكد أن للقهوة العديد من الآثار الصحية لجسم الإنسان، ولكنها ليست خالية كذلك من الأضرار لذا في ذلك المقال عن فوائد القهوة الصحية والأضرار المحتملة سنحاول بيان الآثار المختلفة للقهوة الإيجابية منها والسلبية وتأثيرها على صحة الإنسان.
نبذة تعريفية عن القهوة وتاريخها.
القهوة عِلْميًّا تعرف علي انها مشروب محفزبمعني انها قادرة علي تحفيز الغدة الكظرية لأفراز المزيد من الأدرينالين وهو المسئول عن حالة النشاط والتركيز الذي يشعر به الفرد بعد تناول كوب من القهوة.
نشأت القهوة لأول مرة في القرن التاسع الميلادي وبالتحديد وسط أفريقيا في أثيوبيا ولكنها لم تنتشر في ذلك الوقت، وفي القرن الخامس عشر قام اليمنيون بزراعة البن وتحضير مشروب القهوة ومن اليمن انتقلت إلى بقية العالم العربي والإسلامي، حيث عرفت في مصر في عهد الدولة المملوكية حين انتقل الطلاب اليمنيين للدراسة في الأزهر الشريف واعتمد عليها المماليك اعتماد كبير في مجالسهم وانتشرت المقاهي في المدن الكبرى حيث كان يعرف المقهى وقتها ببيت القهوة.
وعندما جاء العثمانيون إلى مصر والمنطقة العربية كانت القهوة منتشرة بالفعل، وفي القرن السادس عشر كانت اسطنبول مركز رئيسي لانتشار القهوة ومن ثم انتشرت في أوروبا عن طريق التجارة والاتصالات الثقافية.
ومن الجدير بالذكر أن اسم القهوة كان يطلق على الخمر عند العرب وبعدها سمي مشروب البن بالقهوة لأنها تقهي صاحبها عن التفكير في الطعام وهو تأثير حقيقي معروف عن الخمر وبعدها عن مشروب البن.
أسرارعملية تحميص بذور البن.
عملية تحميص بذور نبات القهوة تعتبر مرحلة تالية لمرحلة أخرى أساسية :-
- وهي نزع القشرة الخارجية لنبات البن أو القهوة وعند تمام تلك العملية تصبح لدينا حبوب البن الخضراء أو ما يعرف الآن بالقهوة الخضراء.
- وتأتي بعدها مرحلة تجفيف الحبة من السوائل بداخلها.
- بعدها تبدأ عملية التحميص نفسها والتي تعتمد بشكل أساسي على تعريض حبوب القهوة الخضراء إلى مستويات مختلفة من الحرارة لأزمنة مختلفة فينتج لدينا أنواع حبوب البن المختلفة التي جرت العادة على تسميتها في السوق العربي إلى حبوب بن وسط، فاتحة، أو غامقة وعادة ما يكونوا مختلفين في الرائحة والنكهات.
- تحتوي حبوب البن على كمية من النشويات، والدهون والبروتينات وعند التحميص تحدث تفاعلات كيميائية بين هذه المواد مما يسبب انتفاخ الحبة وتغير لونها وينشأ منتج جديد له خواص مختلفة وطعم مختلف كذلك عن حبة البن قبل بدء تحميصها.
فوائد القهوة الصحية والأضرار المحتملة.
قام العلماء بإجراء الكثير من الأبحاث عن القهوة رغبة منهم في معرفة ما يحتويه المشروب الأكثر شعبية على مستوى العالم من آثار صحية قد تكون مفيدة لصحة البشر وما ينتج عنه من أضرار أيْضًا.
أولاً :فوائد القهوة الصحية.
- زيادة معدل النشاط البدني.
بسبب احتواء القهوة على مادة الكافيين التي تعمل بشكل مباشر على زيادة تحفيز الجهاز العصبي المركزي وكذلك الغدة الكظرية لإفراز المزيد من الأدرينالين مما بسبب زيادة ضربات القلب وبالتالي ضخ كمية أكبر من الدم إلى العضلات مما يساهم في زيادة معدل النشاط البدني وكذلك تقليل الشعور بالتعب قبل بذل أي مجهود بدني مثل ممارسة الرياضة.
مادة الكافيين الموجودة بالقهوة تعمل علي زيادة إفراز الدوبامين وكذلك النورأدرينالين وهما من الناقلات العصبية المهمة المعروفة بقدرتها على الحفاظ على حالة التحفيز الموجود بها الجسم نتيجة إفراز الأدرينالين وكذلك زيادة معدل التركيز والانتباه.
- تعزيز الشعور باليقظة.
تعمل مادة الكافيين على منع مستقبلات الأدينوزين الموجودة بالدماغ من التأثر به، الأدينوزين عبارة عن مادة كيميائية مهمتها الأساسية تنبيه الدماغ عن إنخفاض قدرة الجسم وتعبه عن طريق مستقبلاته في الدماغ فيؤدي ذلك إلى الشعور بالنعاس ولكن في حالة شرب القهوة يمنع الكافيين مستقبلات الأدينوزين من التأثر به وبالتالي تعزيز الشعور باليقظة.
تحتوي القهوة على مضادات الأكسدة البوليفينول وما تلعبه من دور هام في حماية الجسم من الالتهابات وتعزيز صحة القلب لحد كبير بالإضافة إلى أن مادة الكافيين الموجودة بالقهوة تعمل علي زيادة إفراز أكسيد النيتريك مما يعمل على زيادة توسيع الاوعية الدموية وتحسين تدفق الدم ولكن يجب أن يكون تناول القهوة باعتدال دون إسراف.
ومن الجدير بالذكر أن مضادات الأكسدة البوليفينول الموجودة في حبوب القهوة الخضراء تقل عند القيام بتحميص البن إلى أن تنعدم عند الوصول إلى القهوة الغامقة ولكن يحل محلها مضادات آكسدة أخري ولكنها أقل في الكفاءة والقدرة على حماية الجسم من الالتهابات.
- الحماية من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
تعمل القهوة على زيادة معدل النشاط البدني وحرق السعرات الحرارية وكذلك قدرتها على الحد من الشهية للطعام مما يساعد الفرد في التمتع بوزن صحي، وهو عامل مهم من عوامل الوقاية من خطر الإصابة بمرض السكري، كما أنها تحتوي على العديد من المعادن التي تساعد على زيادة حساسية الخلايا للأنسولين والتقليل من نسبة السكر في الدم مما يساعد على الحماية من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- الحماية من الإصابة بمرض ألزهايمر.
تحتوي القهوة على مادة الكافيين والفينولات وما لهم من تأثير مباشر في الحماية من الإجهاد التأكسدي وتقليل الالتهابات بالجسم وكذلك زيادة تعزيز حماية الخلايا العصبية الموجودة بالدماغ ونموها مما يساعد على التقليل من خطر التدهور المعرفي المرتبط بمرض ألزهايمر.
بسبب عمل الكافيين كمنبه للجهاز العصبي المركزي مما يزيد من إفراز الدوبامين وكذلك النورأدرينالين وهما من الناقلات العصبية المسؤولة عن الشعور بالسعادة، وكذلك الحماية من التقلبات المزاجية مما يجعل القهوة واحدة من أفضل المشروبات التي تعمل على التقليل من خطر الإصابة بالإكتئاب.
ثانيًا :الأضرار المحتملة للقهوة.
تعتمد الأضرار المحتملة للقهوة علي الإسراف في تناولها لفترات طويلة من الوقت، أو علي الريق، وكذلك بتعدي الجرعة المسموح بها يوْميًّا وهي حوالي ٢٠٠ملي جرام من الكافيين، أما عن اهم الأضرار فهي كالأتي:-
- ارتفاع ضغط الدم.
يرتبط الإفراط في تناول القهوة إلى خطر ارتفاع ضغط الدم بسبب أنها تعمل كمحفز للجهاز العصبي المركزي وبالتالي زيادة إفراز هرمون الأدرينالين الذي يعمل علي زيادة ضربات القلب وكذلك ارتفاع ضغط الدم لفترة مؤقتة أو حسب الحالة الصحية للشخص.
بسبب إفراز هرموني الأدرينالين والكورتيزول بكثرة ولفترة طويلة يؤدي هذا إلى الشعور بالقلق والتوتر بدلا من الشعور بالاسترخاء والسعادة.
- احتواء القهوة على مواد مسرطنة.
القهوة تعتبر مصدر رئيسي للأكريلاميد وهي مادة مسرطنة وتنتج تلك المادة بسبب عملية تحميص البن بدرجات حرارة عالية وهي تتواجد في القهوة الغامقة بشكل كبير.
- تأثير القهوة على المعدة والقولون.
بسبب التأثير الحامضي للقهوة تتسبب في تهيج الغشاء المبطن لكل من المعدة والأمعاء الدقيقة وتزيد من خطر الإصابة بقرحة المعدة خاصة عند تناولها على الريق، وكذلك تعمل على زيادة المشاكل المرتبطة بالقولون العصبي وخاصة الإصابة بحالات الإسهال الإمساك، وكذلك اضطرابات الهضم.
ومن الجدير بالذكر أنها تؤدي إلي ضعف عضلة المريء وبالتالي الإصابة الحموضة بسبب ارتجاع حمض المعدة.
أخيرًا تعمل علي زيادة حمض Hcl الخاص بهضم الطعام وبالتالي تلف الغشاء المبطن للمعدة.
نتيجة عمل القهوة المدر للبول وبالتالي فقدان كمية كبيرة من المياه الموجودة بالجسم مما يعرض الجلد إلي الجفاف.
- خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام.
هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى الإفراط في تناول القهوة يمكن أن يؤثر على امتصاص الكالسيوم في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل العظام ومن أهمها هشاشة العظام.
- خلل التوازن للناقلات العصبية المهمة في الدماغ.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
- تعارض الكافيين مع بعض أنواع الأدوية.
مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم، أدوية أمراض القلب، بعض مضادات الاكتئاب، وكذلك بعض المكملات الغذائية.
- الوصول لمرحلة إدمان الكافيين.
تناول كمية كبيرة من الكافيين لفترات طويلة يعرض الشخص لحالة إدمان وتظهر مخاطر تلك الحالة إذا لم يحصل الشخص على الكمية المعتادة من الكافيين، وتبدأ مجموعة من الأعراض في الظهور منها الصداع الشديد، التعب والإرهاق، وكذلك الاكتئاب.
العيوب والمميزات لِكلَا نوعي القهوة.
أولاً :القهوة الخضراء.
من أهم مميزاتها أنها مضادة لمرض السكري، مضادة للسمنة، تحسن صحة الشرايين والأوعية الدموية، احتوائها على بوليفينول وهي مضادات الأكسدة الأصلية في حبوب البن.
أما عيوبها :-
بها درجة عالية من الحموضة، لها مذاق نباتي، ترفع الكوليسترول.
ثانيًا :القهوة الغامقة.
من أهم مميزاتها:-
غير حمضية، مضادة للإلتهابات، مضادة للأكسدة، لا ترفع الكوليسترول، مناسبة لطرق تحضير كثيرة.
أما عيوبها:-
١-تحتوي على مواد مسرطنة نتيجة تعرضها لدرجة حرارة عالية لوقت طويل.
٢-سريعة التلف.
٣-مضادات الأكسدة أقل لأن عند تعريضها للتحميص تتغير مضادات الأكسدة الأصلية البوليفينول إلى مادة أخرى أقل في التأثير.
في ختام مقال فوائد القهوة الصحية والأضرار المحتملة، تظل القهوة مشروب شائع محبب للكثيرين، لها العديد من الآثار الصحية لجسم الإنسان ومع ذلك لا يمكن تجاهل الأضرار المحتملة في حالة الاستهلاك الزائد عن الحد المسموح به من القهوة.
بشكل عام يجب على الأفراد توخي الحذر والتوازن في استهلاك القهوة، وضمان تناولها بكميات معتدلة وحسب الحالة الصحية للفرد كذلك للأستمتاع بفوائدها الصحية دون التعرض لمخاطرها المحتملة.