تحليل عميق لاضطرابات القلق :فهم الأسباب وطرق العلاج.

تحليل عميق لاضطرابات القلق :فهم الأسباب وطرق العلاج.

 

تحليل عميق لاضطرابات القلق.. يعتبر إضطراب القلق واحد من أكثر الاضطرابات تأْثيرًا على الصحة النفسية من ناحية وعلى جودة حياة المريض بشكل عام لما يشمله من طيف واسع من الأعراض النفسية والجسدية، فطبيعة الحياة البشرية الآن أصبح القلق جزء طبيعي منها كل منا أصبح يعاني من القلق لأسباب مختلفة تارة بسبب تحديات العمل أو المشاكل الطبيعية الموجودة في علاقتنا الاجتماعية المختلفة ولكن معظمنا قادر على التحكم في القلق وإدارة المشاكل المسببة له بفعالية ولكن عندما يخرج الأمر عن قدرة الشخص على التحكم ويصبح ذا تأثير على الصحة النفسية والحياة اليومية هنا يصبح القلق اضطراب يستدعي الاهتمام بالتدخل والسعي لعلاجه.

لذا في هذه المقالة تحليل عميق لاضطرابات القلق سنلقي الضوء علي مفهوم القلق وأنواعه وكذلك الاستراتيجيات المتاحة لإدارة إضطراب القلق بفعالية وتحسين جودة الحياة اليومية.

 

نبدأ أولاً :تعريف إضطراب القلق.

 

يعرف القلق على أنه مجموعة من المشاعر السلبية التي تسبب التوتر والخوف بشكل مستمر على مدار الوقت وبدون أسباب واضحة للتوتر و لا يستطيع العقل الواعي السيطرة على المشاعر السلبية و كثرتها ويعتبر القلق اضطراب عندما لا يتماشى مع عامل التهديد الذي حفز ظهوره ويعيق قدرة الشخص على القيام بالمهام المعتادة أي أنه ذات تأثير سئ على جودة حياة الشخص المصاب

ومن الجدير بالذكر أن اضطرابات القلق واحدة من أكثر الاضطرابات النفسية من حيث الانتشار ففي عام 2019 أصابت حوالى ما يقرب من 301 مليون شخص على مستوى العالم وبالرغم من كبر نسبة الانتشار إلا أن عدد الحالات التي تلقت العلاج بالفعل لا تتجاوز27٪ من إجمالي الحالات المصابة.

أنواع اضطرابات القلق.

هناك أنواع عديدة من اضطرابات القلق نذكر منها الأتي :-

  • اضطراب القلق العام:هو القلق المستمر والمفرط من الأنشطة والأحداث اليومية.
  • نوبات الهلع:حالة من الخوف والقلق الشديد تحدث فجأة تتضمن أعراض مثل ارتفاع ضربات القلب، ضيق التنفس، والدوار وفي بعض الحالات الشديدة قد تؤدي إلى فقدان الوعي، ويكون لدى المصابين خوف مفرط من تكرارها مرة أخرى.
  • اضطراب القلق الاجتماعى: يسمى بالرهاب الاجتماعي كذلك وهو عبارة عن خوف مفرط من المواقف الاجتماعية فمخاوف المصاب به تكون متمركزة حول الخوف من التعرض للتدقيق من قبل الأخرين، أو أن يتعرض الشخص للرفض أو الإهانة، مما يجعله في حالة تجنب دائم للمواقف الاجتماعية.
  • اضطراب قلق الانفصال: عادة ما يكون هذا النوع شائع بين الأطفال نتيجة للتعلق الغير الآمن بولي الأمر وهو يكون غير متناسب مع مرحلة نمو الطفل وفيه يكون الطفل لديه حالة من الخوف الشديد من ترك المنزل أو ولي الأمر مما يدفعه للبكاء المستمر عند التعرض للانفصال أو النفور من البقاء وحيد فيقوم بتتبع ولي الأمر في اي مكان يذهب إليه حتى وإن كان داخل المنزل.
  • إضطراب القلق المحدد:وهو يتعلق بالخوف الشديد من موقف معين أو كائن معين مثل الخوف من الأماكن المغلقة أو الخوف من حيوان معين وعادة ما يكون ناتج عن موقف معين تعرض له الشخص في مرحلة الطفولة.

كان هناك بعض الأنواع الأخري من القلق مثل إضطراب الوسواس القهرى، كرب ما بعد الصدمة، وكذلك إضطراب الإجهاد المزمن، ولكن من بعد صدور الدليل التشخيصى الخامس من الجمعية الأمريكية للطب النفسى تم استبعاد الاضطرابات النفسية السابقة وحصرها في الأنواع سالفة الذكر

ومن الجدير بالذكر أن الشخص من الممكن أن يعانى من أكثر من نوع من إضطرابات القلق ويكون منبع الخوف أو القلق موجود لدى الشخص منذ مرحلة الطفولة والمراهقة وتستمر معه حتى مرحلة البلوغ وفي الغالب ما تكون الإناث والنساء أكثر عرضة لاضطرابات القلق من الفتيان والرجال بشكل عام.

تحليل عميق لاضطرابات القلق.. حول أسباب القلق.

هناك العديد من الأسباب التى تؤدي إلى الإصابة بأحد أنواع اضطرابات القلق ومن أهم الأسباب ما يلي:-

 

  • العوامل الوراثية: وجود تاريخ مرضي لأي من اضطرابات القلق لدى الأقرباء من الدرجة الأولى أو أحد الوالدين يعتبر عامل هام ومؤثر في الإصابة إلي جانب أن عدم علاج أحد الوالدين من ذلك الاضطراب يؤثر علي الأطفال بطريقة سلبية مما يحفز ويسرع من إظهار العامل الوراثي لحد كبير.

 

  • خلل كيمياء الدماغ:من الممكن أن يؤدي نقص الدوبامين والسيروتونين الذين يتم إنتاجهم من منطقة المهاد الموجودة في الجزء الأوسط من الدماغ الذي له دور كبير في التفاعل مع المشاعر والأحداث العاطفية فيؤدي هذا الخلل إلي سيطرة هذا الجزء من المخ بدلا عن العقل الواعي فيتم تضخيم أي مشاعر للخوف أو القلق ويتم إنتاج الأدرينالين بكثرة لتجهيز الجسد لمواجهة الخطر.

 

  • أن يكون القلق عارض جانبي لبعض الأدوية.

 

  • بعض الحالات المرضية:من الممكن أن يكون القلق ناتج عن بعض الأمراض العضوية الكامنة وفي هذه الحالة سيطلب الطبيب من المريض إجراء بعض الفحوصات ومن أشهر هذه الأمراض القولون العصبي، أو أمراض القلب والأوعية الدموية.

طبيعة الحياة البشرية الآن وما تفرضه على الشخص من تحديات سواء كانت على صعيد العمل أو حتى العلاقات الاجتماعية إلى جانب بعض الخبرات التي قد تكون مؤلمة من مرحلة الطفولة تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بأى من إضطرابات القلق سالفة الذكر.

تحليل عميق لاضطرابات القلق
تحليل عميق لاضطرابات القلق

أعراض اضطرابات القلق.

تشمل اضطرابات القلق طيف واسع من الأعراض النفسية والجسدية على حد سواء.

 

الأعراض النفسية:-

  • الخوف والتوتر.
  • العصبية والمزاج الاكتئابي.
  • عدم القدرة على التحكم في الأفكار السلبية.
  • التفكير المتكرر في الأفكار المقلقة.

الأعراض الجسدية:-

  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • الدوار والتعرق الدائم.
  • صعوبات في التركيز والانتباه.
  • ضيق التنفس وآلام الصدر.
  • إضطرابات الجهاز الهضمي وآلام البطن.
  • التوتر العضلي.
  • اضطرابات النوم والأرق بسبب تكرار الكوابيس.

لماذا تترافق الأعراض النفسية للقلق مع أعراض جسدية؟

مشاعر القلق المفرطة التي تنتاب الشخص وطريقة معالجة المخ لتلك المشاعر والأفكار تؤدي إلى إفراز الكثير من الأدرينالين كدعم وتحفيز للجسد على الاستجابة لمواجهة الخطر المحتمل، فتظهر العديد من الأعراض الجسدية سالفة الذكر.

التشخيص وعلاج اضطرابات القلق.

هناك العديد من طرق تشخيص اضطرابات القلق منها:-

 

  • معرفة التاريخ المرضي للشخص.
  • الاستبيانات والاختبارات النفسية المختلفة.
  • الفحوصات المختلفة لاستبعاد أى حالات مرضية أخرى.
  • تقييم الأعراض تحت إشراف الطبيب المختص.

تلك الطرق السابقة تجري بواسطة الطبيب النفسى وليس غيره من الأطباء.

بعد التأكد من التشخيص تأتى الخطوة الأكثر أهمية وهي العلاج.

فكيف يتم علاج اضطرابات القلق؟

يتم علاج اضطرابات القلق على محورين أساسيين لابديل عنهما ولا يتم أحدهم دون الاخر وهم:-

 

العلاج الدوائي.

يستخدم الطبيب المختص بعض الأدوية التي يعتقد ان لها تأثير على مرضى اضطراب القلق ومنها:

  • مضادات الأكتئاب.
  • بعض الأدوية المثبطة لامتصاص السيروتونين وكذلك النورأدرينالين.
  • أدوية حاصرات البيتا للسيطرة على أعراض مثل زيادة ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم.

اقرأ:كيف تتخلص من الأكتئاب في ثماني خطوات.

العلاج النفسى:

عن طريق العلاج السلوكي المعرفي وذلك لأنه يساعد المريض علي الأتي :

  • تبصير الشخص بحقيقة الأفكار السلبية و تقييمها لمعرفة صحتها من عدمه ومن ثم تغييرها إلى أفكار أكثر واقعية.
  • تعليم الشخص استراتيجيات مهمة للتحكم في القلق مثل التنفس العميق، تغيير بعض السلوكيات المسببة للقلق.

بأختصار يساعد العلاج السلوكي المعرفي على تغيير أساليب التفكير والسلوك الذي يؤدي إلى القلق وبالتالي تحسين جودة حياة المريض بشكل عام.

في ختام المقالة :تحليل عميق لاضطرابات القلق :فهم الأسباب وطرق العلاج، نجد أنه وبالرغم من أنه أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا في العصر الحديث إلا أنه قابل للعلاج بسهولة ففي خلال شهر من بداية العلاج يشعر المريض بتحسن شامل في كافة الأعراض،و عن طريق الدعم والتقبل من الأشخاص المحيطة بمريض القلق يمكنهم مساعدته على التغلب على اضطراب القلق وبالتالي تحسين جودة حياة المريض بشكل عام.

الأسئلة الشائعة حول تحليل عميق لاضطرابات القلق.

ماهي انواع القلق؟

للقلق عدة أنواع منها اضطراب القلق العام، قلق الانفصال، الرهاب الاجتماعي، اضطرابات الهلع، اضطراب القلق المحدد.

ما هو مرض اضطراب القلق النفسي؟

هو اضطراب نفسي يتميز بكثرة مشاعر الخوف والقلق والأفكار السلبية المسيطرة علي المريض بدون قدرة منه على التحكم في الأفكار السلبية المقلقة ويعتبر اضطراب عندما يؤثر على جودة حياة المريض ويمنعه من القيام بالمهام اليومية المعتادة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *