الاكتئاب مرض العصر تعرف على أعراضه

الاكتئاب مرض العصر تعرف على أعراضه

قد تمر بك فترات تشعر فيها بالإحباط! وأنك في حالة مزاجية سيئة، ولكن إذا استمر هذا المزاج السيء يومًا بعد يوم، فهذا يعني إصابتك بالاكتئاب.

ولكن ماذا نعرف عن هذا المرض؟ وما هي أعراضه؟ وهل يصيب الأطفال؟ وما حقيقة أنه يصيب المرأة بعد الولادة؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا حول مرض العصر الأكثر انتشارًا، سنتعرف على إجاباتها في هذه المقالة.

تعريف الاكتئاب

يسمى بالاضطراب الاكتئابي الرئيسي، وهو اضطراب مزاجي يسبب شعورًا مستمرًا بالحزن، وفقدان اهتمام الآخرين، وأحيانًا الشعور بالذنب، وانعدام القيمة، كما يؤدي إلى مجموعة من المشكلات العاطفية والنفسية.

ونتيجة هذه المشكلات العاطفية، قد تواجهك صعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية العادية، وقد ينتهي بك المطاف إلى الشعور بأنك لا تستحق العيش.

وبحسب ما أقره موقع منظمة الصحة العالمية، يعاني نحو 280 مليون شخص في العالم من أعراض الاكتئاب، ويزيد شيوع المرض بين النساء مقارنة بالرجال بنسبة 50%، وعلى الصعيد العالمي تعاني 10% من النساء الحوامل، والتي ولدن حديثًا، من هذا المرض.

كما ينتحر ما يقرب من 700000 شخص سنويًا، ممن تتراوح أعمارهم بين 15، و29 عامًا.

وعلى الرغم من وجود علاجات فعالة لهذا المرض، إلا أن 75% من مرضى الاضطرابات النفسية في الدول المنخفضة، والمتوسطة الدخل، لا يتلقون العلاج، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض لديهم.

تعرف على أعراض الاكتئاب

  • مشاعر الحزن، وانعدام القيمة، واليأس، وفقدان الأمل، وأفكار الموت، والتفكير الدائم في الانتحار.
  • فقدان جاذبية الأنشطة التي كانت ممتعة في السابق، مثل: ممارسة الرياضة، والهويات المختلفة، والتسوق، والاجتماع بالآخرين.
  • قد يمر المريض بنوبات من الغضب، والتهيج حتى للأمور البسيطة.
  • اضطرابات النوم، إما يعاني المريض من الأرق، أو الإفراط في النوم.
  • تقلبات الشهية، والوزن؛ فإما يفقد المريض شهيته، ويخسر وزنًا، أو يفرط في تناول الطعام.
  • تكثر لدى المريض مشاعر الشعور بالذنب، ولوم النفس، وعدم تقديره لذاته، والتفكير الدائم في إخفاقات الماضي.
  • قد يشعر المريض بأعراض جسدية مثل: ألم بالجسم، والصداع المستمر، ومشكلات في الجهاز الهضمي لا تتحسن مع العلاجات.

هل يصاب الأطفال بالاكتئاب؟

يشعر غالبية الأطفال بحالة من التقلبات المزاجية من حين لآخر، لأسباب متعددة مثل: موت حيوانه الأليف، أو الانتقال إلى سكن جديد بعيد عن أصدقائه، وأسباب عديدة قد تجعله يشعر بالحزن او الغضب.

كل هذه المشاعر طبيعية إلا إذا استمرت لأسابيع، أو أشهر، فهذا مؤشر على احتمالية إصابة الطفل بالاكتئاب.

وقد تظهر على طفلك بعض الأعراض الأخرى، التي تشير إلى وجود حالة مرضية من الاضطرابات النفسية مثل:

  • الهلوسة، وسماع أصوات غير موجودة.
  • صعوبة في التركيز، وضعف في المستوى الدراسي، وعدم القدرة على تذكر الأشياء.
  • سرعة الانفعال، والغضب.
  • رفض الذهاب للمدرسة.
  • التحدث بشكل أبطأ من السابق.

أما لدى المراهقين، فمن أبرز الأعراض التي تظهر عليهم، إساءة الفهم دائمًا، والحساسية المفرطة، وضعف الأداء الدراسي، وتجنب التفاعل الاجتماعي، والميل إلى العزلة، وقد تصل الأمور في بعض الحالات إلى تعاطي المخدرات، وتناول الكحول.

علاج الاكتئاب عند الأطفال

إذا ثبت تشخيص الطفل بالمرض، بعد عرضه على الطبيب المختص، تبدأ رحلة العلاج، والتي تتطلب الصبر من الوالدين لتجاوز هذه المرحلة، وينقسم اتجاهات العلاج إلى قسمين وهما:

العلاج السلوكي

هو علاج مشترك بين الأسرة، والطبيب النفسي، إذ يتحدث الطبيب مع الطفل محاولًا تغيير الأفكار المشوهة، للوصول للفكرة الصحيحة، وتساعد الأسرة في هذا العلاج.

العلاج بالأدوية

يلجأ الطبيب النفسي للعلاج بالأدوية في الأطفال، مع الحالات الحرجة فقط، ويكون بجرعات محددة وفق الحالة.

حقيقة اكتئاب ما بعد الولادة

مما لا شك فيه أن ولادة طفل حدث كبير يثير العديد من المشاعر لدى الأم، قد تكون مشاعر فرح، وأثارة بعد انتظار شهور الحمل، وقد تكون مشاعر خوف، وقلق، وتوتر قد يقود بها للإصابة بالاضطرابات النفسية.

ويجب أن نفرق بين ما يسمى بالكآبة النفاسية، واكتئاب ما بعد الولادة.

الكآبة النفاسية هي تقلبات مزاجية تحدث بعد الولادة مباشرة وهي نوبات من البكاء، والقلق، وصعوبة في النوم، وتستمر لأيام بعد الولادة، ولا تزيد عن أسبوعين.

أما اكتئاب ما بعد الولادة، أو ما يطلق عليه اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة، لأنه قد يبدأ من بداية الحمل، فهو أكثر حدة، ويستمر لفترة أطول، قد تصل إلى سنة بعد الولادة، وتؤثر على رعاية الأم لطفلها، وأداء المهام اليومية.

أعراض قد تظهر بعد الولادة

  • الإفراط في البكاء، والتقلبات المزاجية الحادة
  • صعوبة التعلق بالطفل
  • الابتعاد عن العائلة، والأصدقاء.
  • نوبات من الهلع، والقلق غير المبرر.
  • توارد أفكار عن الانتحار، وإيذاء النفس، أو الطفل.

ولكن لا تقلقي عزيزتي التي تنتظر مولودًا جديدًا، فهناك طرق تساعد في الوقاية، أو التشخيص المبكر لهذا المرض مثل:

  • تحدثي مع طبيبك، إذا كان لديك إصابة سابقة بأحد أمراض الاضطرابات النفسية، أو لديك تاريخ عائلي لهذا المرض.
  • يمكن لطبيبك أثناء فترة الحمل متابعة ظهور أعراض اكتئاب لديك، فكلما كان التشخيص مبكرًا، كلما كانت السيطرة على المرض ممكنة.
  • يفضل متابعة الأعراض لديك بعد الولادة، وتواصلي مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك فور ظهور الأعراض السابق ذكرها.

طرق العلاج

كما ذكرنا، يجب أن تتوجه للطبيب فور ظهور الأعراض لديك، ولكن بجانب العلاج النفسي، والأدوية، التي يقدمها لك طبيبك، هناك بعض النصائح تساعدك على سرعة الشفاء، وتجنب ظهور مضاعفات مثل:

  • ممارسة الأنشطة المعتادة المحببة إليك.
  • ممارسة الرياضة بانتظام قدر الإمكان.
  • أبق قريبًا من أحبائك، وأصدقائك.
  • حاول الانتظام في عاداتك الغذائية، وتنظيم النوم قدر المستطاع.
  • تحدث إلى شخص تثق به عن مشاعرك.

وأخيرًا عزيزي القارئ، حاول ألا تتجاهل شعور من حولك، وتقلباتهم المزاجية، فمن الممكن أن تنقذ حياة أحدهم إذا وفرت له الدعم النفسي، ووجهته إلى الطريق الصحيح للنجاة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *