جرثومةالمعدة :من التشخيص إلى العلاج

جرثومةالمعدة :من التشخيص إلى العلاج

جرثومةالمعدة هي واحدة من أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعاً على مستوى العالم، حوالي نصف سكان العالم لديهم تلك الجرثومة، الأسم العلمي لجرثومة المعدة هو هيليكوباكتر بيلوري.

جرثومةالمعدة لها العديد من السلالات المختلفة في جيناتها، وخصائصها البيولوجية، وحتى قدرتها على مقاومة المضادات الحيوية، وهذا يفسر إلى حد كبير قدرتها على الظهور بوجهين مختلفين فبعض الناس لا تظهر عليهم أي أعراض بالرغم من الإصابة، والبعض الآخر تظهر بوجه شديد الضراوة مسببة العديد من الأعراض.

لذا في هذه المقالة عن جرثومة المعدة :من التشخيص إلى العلاج، سوف نلقي الضوء على كل ما يخص جرثومة المعدة وعلاجها، تابعونا.

ما هي جرثومةالمعدة ؟

هي نوع من أنواع البكتيريا الحلزونية الشكل تعيش في الغشاء المبطن للمعدة، وبالرغم من البيئة الحمضية الشديدة الموجودة في المعدة إلا أن جرثومة المعدة قادرة على حماية نفسها عن طريق إفراز إنزيم اليوريز، هذا الإنزيم يقوم بتحويل اليوريا الموجودة بالمعدة إلى الأمونيا وثاني أكسيد الكربون.

الأمونيا الناتجة تساهم في خلق بيئة قلوية حول جرثومة المعدة، مما يحميها من البيئة الحمضية للمعدة وبالتالي تكون لديها قدرة كبيرة على الاستقرار في بطانة المعدة والتكاثر.

 

جرثومةالمعدة
جرثومةالمعدة

 

أسباب الإصابة بجرثومة المعدة.

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة ببكتريا هيليكوباكتر بيلوري أو جرثومة المعدة، حيث تنتقل العدوى من شخص لآخر عن طريق:-

١-الطعام أو الشراب الملوث وعلى الأخص الأطعمة التي لم يتم طهيها بطريقة جيدة.

٢-تنتقل كذلك من خلال القرب الشديد والاتصال المباشر بين الأفراد خاصة إذا كان هناك تبادل سوائل الجسم مثل اللعاب وهو من أهم أسباب الإصابة.

٣-جرثومة المعدة قد تنتقل للإنسان من خلال تعامله مع الحيوانات الأليفة والاختلاط بها.

٤-استخدام أدوات ملوثة بالجرثومة سواء كان في المنزل، أو الأماكن العامة مثل أدوات المائدة مما يساهم بشكل كبير على نقل العدوى.

٥- السفر إلى أماكن بها أنتشار كبير للجرثومة بين أفرادها وكذلك إمكانيات صحية سيئة، مع عدم الاهتمام بالنظافة يساهم بشكل كبير على نقل العدوى.

أعراض جرثومة المعدة.

حوالي ٨٠٪ من المصابين بجرثومة المعدة لا تظهر عليهم أي أعراض، و٢٠٪ فقط هم من تظهر عليهم الأعراض وذلك بسبب اختلاف السلالات كما تمت الإشارة سابقًا،والأعراض تتراوح ما بين الخفيفة أو الشديدة حسب الحالة المرضية والصحية للمريض.

فما هي أعراض الإصابة بجرثومةالمعدة؟ 

هي واحدة من أبرز علامات الإصابة بجرثومة المعدة، وعادة ما يكون الألم في أعلى البطن، يميل الألم إلي أن يكون حاد ومتكرر، وفي الأغلب ما تزيد حدة الألم عندما تكون المعدة فارغة، وفي بعض الحالات قد يكون الألم مَصْحُوبًا بالانتفاخ، و شعور بالامتلاء.

تحدث قرحة المعدة بسبب مهاجمة الجرثومة للغشاء المبطن للمعدة، وبسبب البيئة شديدة الحمضية للمعدة يؤدى الحمض إلى حدوث تقرحات في نسيج المعدة،وعادة ما يكون هناك إحساس بالحرقة، والحموضة، وكذلك اضطرابات في الهضم.

  • الغثيان والقيء.

إضطرابات الجهاز الهضمي ،والشعور بالامتلاء يؤدي إلى زيادة الشعور بالغثيان والقيء في بعض الأحيان.

تقرحات المعدة الناتجة عن الجرثومة قد تكون نزفية في بعض الأحيان، وكذلك تسبب صعوبة في امتصاص الغذاء مما يؤدي إلى الإصابة بأنيميا نقص الحديد.

  • فقدان الوزن غير المبرر.

الشعور بالامتلاء والانتفاخ ينتج عنه فقدان وتغيرات في الشهية مما يؤدي إلى فقدان الوزن.

تكاثر الجرثومة في الغشاء المبطن للمعدة، ينتج عنه التهابات متعددة في الغشاء تنتهي بقروح في المعدة.

  • كثرة التجشؤ.

  • براز داكن قطراني اللون.

ومن الجدير بالذكر أن الأعراض التي تظهر على مريض الجرثومة ليست بسببها فهي لا تسبب أي أعراض ولكنها تكون بسبب التهابات وقروح المعدة.

أقرأ :الأعراض الأكثر شيوعاً للقولون العصبي المزمن :وكيفية التعامل معها.

تشخيص جرثومةالمعدة.

هناك العديد من الفحوصات التي يتم إجراؤها للوصول إلى التشخيص النهائي الذي يؤكد الإصابة بجرثومةالمعدة من عدمه، أما عن طرق التشخيص :-

١- يقوم الطبيب بالفحص السريري للمريض بعد سماع الأعراض.

٢- يطلب الطبيب عدد من الفحوصات المخبرية وهي:-

  • تحليل الدم للكشف عن وجود أي أجسام مضادة للجرثومة.
  • تحليل البراز للكشف عن وجود أي من البروتينات التي تنتجها الجرثومة، أو أجزاء من الجرثومة نفسها، وجود أي من المستضدات السابقة في التحليل يدل على نشاط الجرثومة بداخل الجهاز الهضمي، وبالتالي تأكيد الإصابة بها.
  • اختبار تنفس اليوريا : في هذا الاختبار يقوم المريض بشرب سائل به حمض اليوريا، والهدف منه هو قياس نسبة ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الجرثومة، ويعد ذلك الاختبار أساسي في تشخيص جرثومة المعدة.

٣-إجراء منظار الجهاز الهضمي العلوي وتعتبر هذه الخطوة هي الحاسمة في التشخيص حيث يقوم الطبيب المختص بفحص المعدة، و المرئ، والاثني عشر بالمنظار، وكذلك أخذ عينات من بطانة المعدة وفحصها مَخْبَرِيًّا.

تساعد الاختبارات سابقة الذكر في تقديم تشخيص دقيق، وتحديد العلاج المناسب لكل حالة.

جرثومةالمعدة :من التشخيص إلى العلاج

القضاء على جرثومةالمعدة يتطلب نظام علاجي متعدد الأدوية للمساعدة على التخلص من جرثومة المعدة بشكل نهائي، ومن الجدير بالذكر أن جهاز المناعة البشري غير قادر على التخلص منها لذا يكمن العلاج في استخدام المضادات الحيوية مثل كلاريثروميسين، الأموكسيسيلين، وكذلك مثبطات مضخة البروتون التي تقلل من حموضة المعدة مما يساعد على تحسين فعالية المضادات الحيوية وهو ما يعرف بالعلاج الثلاثي الذي يستمر مدة لا تقل عن٢١ يوم.

وهناك أيْضًا العلاج الرباعي الذي يتم استخدامه مع بعض الحالات التي يكون العلاج الثلاثي فيها غير فعال، أو في حالة وجود مقاومة للمضادات الحيوية سابقة الذكر ويتكون ذلك العلاج من نوعين من المضادات الحيوية وهم تتراسيكلين، وكذلك ميترونيدازول، ومعهم مثبطات مضخة البروتون، ومادة حامية للمعدة تساعد على حماية بطانة المعدة وقتل البكتيريا وهو يستمر كذلك فترة لا تقل عن ٢١ يوم.

طرق الوقاية من جرثومة المعدة.

تعتبر إتباع طرق الوقاية خطوة مهمة للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، وتعتمد طرق الوقاية الأساسية على ما يلي:-

١- الحرص على غسل اليدين بطريقة صحيحة قبل تناول الطعام، وبعد استخدام الحمام.

٢ الحرص على نظافة مياه الشرب وكذلك الطعام، ويفضل تناول الأطعمة المطهية بشكل جيد والبعد عن الأطعمة النيئة، وكذلك الحرص على تناول الطعام المعد بالمنزل أو تجنب تناول الطعام في أماكن غير مضمونة.

٣-البعد عن التدخين.

٤-البعد عن المأكولات المهيجة للمعدة مثل الموالح، والتوابل.

٥-تناول مكملات البكتريا النافعة بعد استشارة الطبيب.

جرثومةالمعدة تعد واحدة من أكثر التحديات الطبية اِنْتِشَارًا، والشفاء منها يتطلب الاهتمام والوعي الجيد.

فالتشخيص والعلاج المناسب المبكر يضمن للمريض الحد من المضاعفات الناتجة عن الإصابة بهذه البكتيريا، وكذلك إتباع طرق الوقاية تعتبر خطوة مهمة في مواجهة هذه المشكلة، وكذلك تعزيز صحة الجهاز الهضمي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *