كيف يؤثر التغير المناخي على الصحة العامة؟ فهم العلاقة بين البيئة وصحة الإنسان.

كيف يؤثر التغير المناخي على الصحة العامة؟ فهم العلاقة بين البيئة وصحة الإنسان.

كيف يؤثر التغير المناخي على الصحة العامة؟ ذلك السؤال أصبح من أكثر الأسئلة الشائعة في السنوات الأخيرة، وبالتحديد منذ أصبح التغير المناخي موضوع محوري في كل المناقشات والسياسات حول العالم.

فبعد أن تكررت بعض الظواهر المناخية المتطرفة في السنوات الأخيرة من ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، ارتفاع منسوب مياه البحر، العواصف المدمرة،وكذلك ظاهرة تحمض المحيطات، ذلك التغير المناخي لابد أن يثير بينا قلقًا حول مستقبل كوكبنا، وكذلك مستقبل البشرية على سطح الكوكب، لذا في ذلك المقال كيف يؤثر التغير المناخي على الصحة العامة؟ سوف نقوم بتوضيح معنى التغير المناخي، وما هي أسبابه، وكذلك آثاره على الصحة العامة.

 

تعريف التغير المناخي.

التغير المناخي يشير إلى تلك التغيرات طويلة الأمد التي تحدث في درجات الحرارة، وأنماط الطقس على سطح الكوكب، وهي تحدث لأسباب طبيعية، وأخرى بشرية.

أولاً :الأسباب الطبيعية.

  • تفاعلات الاندماج النووي على سطح الشمس.
  • النشاط البركاني وما ينتج عنه من غازات.

ثانيًا :الأسباب البشرية.

  • اكتشاف مصادر الطاقة الغير متجددة مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
  • النشاط الصناعي وما ينتج عنها من غازات و انبعاثات ضارة.

ومن الجدير بالذكر أن الارتفاعات الكبيرة في الحرارة حَالِيًّا ليس إلا بداية الأزمة الناجمة عن التغير المناخي، فهناك تداعيات أخري للأزمة منها ذوبان الجليد القطبي، تغير في مواعيد نزول المطر وكميته، و تحمض المحيطات، وكذلك فقدان التنوع البيولوجي، كلها أثار قد تؤدي إلى حدوث كارثة للحياه البشرية علي الكوكب.

أسباب تغير المناخ.

مع قيام الثورة الصناعية في القرن السابع عشر أضحت ممارسات الإنسان بحق البيئة تأخذ منحنى آخر ومع بدايات القرن التاسع عشر، وازدياد الحركة الصناعية وبدأ استخدام الوقود الأحفوري بشكل أساسي في الصناعة مما أدي إلي تغيير التوازن الطبيعي الموجود بالغلاف الجوي وبالتالي ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

أما عن أسباب تغير المناخ فهي :-

  • حرق الوقود الحفري.

الوقود الحفري هو الفحم، البترول، وكذلك الغاز الطبيعي عند حرق ذلك النوع من الوقود يتم انبعاث غازي ثاني أكسيد الكربون،والميثان حيث يلعب كلاهما دور كبير في امتصاص جزء من أشعة الشمس، والعمل كستار حول الغلاف الجوي مما يمنع أشعة الشمس من الانعكاس مرة ثانية في الفضاء فتزداد درجة حرارة الكوكب.

 

  • تقليل المساحات الخضراء.

هناك الكثير من الدول التي أضحت خططها تتجه إلي إزالة الغطاء النباتي والاستفادة من تلك المساحات في مشاريع اقتصادية أخرى مما أدي إلي زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بدلا من الأكسجين الذي كان يتم إنتاجه في عملية البناء الضوئي، وذلك ساهم إلى حد كبير في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.

  • الأنشطة الزراعية.

الطرق الحديثة المتبعة في الزراعة وكثرة استخدام الأسمدة، وكذلك طرق الري المتبعة تؤدي إلي زيادة تركيز غاز الميثان في الغلاف الجوي.

  • الزيادة السكانية.

تزداد الكثافة السكانية عام عن الآخر بشكل كبير، ويزداد معها الحاجة إلي التصنيع لتلبية احتياجات السكان من ملبس، ومسكن وغيرها من الاحتياجات الأساسية للسكان، فتزداد المصانع في محاولة لسد احتياجات السكان.

تقوم المصانع باستخدام الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة مما يساهم في ارتفاع الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

  • تصنيع الأسمنت.

مع استمرار التقدم والازدهار في أوروبا بسبب الثورة الصناعية زاد الطلب علي عملية تصنيع الأسمنت بشكل كبير لاستخدامه في عملية البناء، وفي عصرنا الحالي لم يقل الطلب عن الأسمنت وإنما زاد نتيجة دخوله في مختلف المجالات الأن سواء كانت المجال الصناعي وغيره، تكمن المشكلة الأساسية في طريقة تصنيعه فعند احتراق كربونات الكالسيوم تزداد نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

  • المخلفات الصناعية.

تطلق المصانع العديد من المخلفات الناتجة عن عمليات التصنيع المختلفة مما يؤدي إلى زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، والغازات الدفيئة عبارة عن مجموعة من الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون، والميثان تزيد تلك الغازات من أزمة الاحتباس الحراري لأنها تعمل على امتصاص أشعة الشمس وبقائها بالكوكب مما يؤدي إلي إرتفاع درجات الحرارة.

ومن الجدير بالذكر أن كوكب الأرض الآن أصبح دافئ أكثر عن ما كان الأمر عليه في القرن التاسع عشر بمعدل 1. 1 درجة.

كيف يؤثر التغير المناخي على الصحة العامة؟
كيف يؤثر التغير المناخي على الصحة العامة؟

 

أما عن النتائج المترتبة على الأزمة المناخية فهي :-

١-زيادة الحرائق في مناطق الغابات.

٢-ارتفاع سطح البحر نتيجة ذوبان الجليد القطبي مما يهدد بزيادة خطر الفيضانات.

٣-تدهور التنوع البيولوجي بسبب زيادة الأزمة المناخية يؤدي إلي تغير في أنماط التكاثر والهجرة لبعض الطيور مثلا، أو تعرض بعض الأنواع لخطر الأنقراض وبالتالي يصبح النظام البيئي أقل قدرة على التنوع والتكيف.

٤-ثقب طبقة الأوزون.

٥-الجفاف الشديد وندرة المياه في بعض المناطق.

٦-العواصف وموجات تسونامي الكارثية.

ومن الجدير بالذكر وبسبب الأزمة المناخية الشديدة التي يمر بها الكوكب مرشح زيادة عدد الوفيات بحلول عام ٢٠٣٠ إلي ٢٥٠.٠٠٠ نسمة.

كيف يؤثر التغير المناخي على الصحة العامة؟

هناك علاقة وطيدة بين تأثير الأزمة المناخية على البيئة والإنسان بكل ما يتعلق به سواء في أمنه الغذائي وكذلك صحته، بسبب التغير المناخي تصبح البيئة أقل في الاستقرار وبالتالي صحة أقل للسكان،أما عن كيف يؤثر التغير المناخي على الصحة العامة ؟

فهو يشمل التأثير على الصحة العامة للبشر بنوعيها الجسدية والنفسية.

 

أولاً :التأثير على الصحة الجسدية.

بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق أدي ذلك إلي التأثير علي الفطريات، البكتريا، وكذلك الفيروسات، تقوم تلك المخلوقات بتغيير مادتها الوراثية وكذلك جيناتها لتصبح لديها القدرة على التكيف مع البيئة وحماية نفسها من الانقراض، تلك التغيرات أدت إلى خلق سلالات جديدة أكثر شراسة وقوة.

فهناك بعض أنواع من الفطريات مثل كانديدا أوريس لم يكن لديها القدرة على إحداث المرض للإنسان، ولكن بعد تلك التغيرات أصبحت قادرة على ذلك، وهناك العديد من حالات الوفاة المسجلة به.

وكذلك الحال بالنسبة للبكتيريا فقد أضحت هناك أنواع منها شديدة التطور والشراسة.

أما عن الفيروسات :-

من المعروف أن الفيروسات هي المسبب للأمراض المعدية، ومع انتشار الأزمة المناخية أصبح مثلا البعوض المسبب لحمى الضنك، وفيروس زيكا، أو حتى الملاريا والمعروف تواجدهم في أماكن معينة في وسط أفريقيا ينتقلون إلى الشمال للبحث عن مناخ مناسب.

ومع التأثير المباشر للتغير المناخي على جهاز المناعة البشري واضعافها، أصبحت بعض الفيروسات وبالرغم من ضعفها ذات تأثير مميت على البشر.

كيف يؤثر التغير المناخي على الصحة العامة؟

لم يقتصر الأمر على الأمراض المعدية والفطريات فقط، ولكن تطور الأمر ليشمل:

  •  الأمراض الغير السارية، زيادة الأزمة المناخية يؤدي إلي سوء حالة المصابين بأمراض القلب، السكري، ارتفاع ضغط الدم.
  • انتشار حالات الجفاف، والإجهاد الحراري، وكذلك ضربات الشمس.
  • انتشار حالات الجلطات بالأوردة العميقة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وفقدان الكثير من المياه بالجسم بسبب التعرق، وكذلك التبول كل ذلك يؤدي إلى زيادة سمك الدم مما يجعله أبطأ في الحركة داخل الأوعية الدموية فيصاب الإنسان بالجلطات.

 

كيف يؤثر التغير المناخي على الصحة العامة.

ثانيًا : التأثير على الصحة النفسية.

  • بسبب بعض النتائج المترتبة على الأزمة المناخية تزداد حالات القلق والتوتر عند البشر المعرضين لتوابع الأزمة أكثر من غيرهم.
  • قد يتعرض بعض الناس لفقدان أحبائهم نتيجة للتعرض للأمراض المختلفة مثل الإجهاد الحراري، وكذلك الجفاف، فيصاب هؤلاء الناس بأمراض الاكتئاب، وكذلك اضطراب كرب ما بعد الصدمة.
  • تؤثر الأزمة المناخية على بعض الناس من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يفقد العديد من البشر مصادر رزقهم ومنازلهم فيرتفع لديهم الشعور بالعجز واليأس.

ولابد من الإيضاح أن أكثر الفئات المتضررة تكون مما لا يساهمون في تفاقم الأزمة المناخية ولكنهم أكثر من يعيشون تابعتها.

في ختام مقال كيف يؤثر التغير المناخي على الصحة العامة؟

يجب علينا التذكير أنه كلما زادت التجاوزات البشرية في حق الكوكب، كلما ارتفعت معدلات الخطورة وستكون للآثار الناتجة عن ذلك التجاوز تداعيات خطيرة لا رجعة فيها إذا زاد معدل الاحترار إلي 2.2، وهذا مرشح حدوثه وبقوة إذا زادت التجاوزات البشرية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *