هذا هو العنوان الذي آثار فضولك، وحرك سكون يديك للوصول إلى هنا لتجد !
محتويات الموضوع
- إغواء حواء لآدم في القرآن الكريم
- أصل رواية إغواء حواء
- قصة آدم في القرآن الكريم في السور المكية والمدنية.
إغواء حواء لآدم في القرآن الكريم
إن القرآن الكريم لم يحمل المرأة مسئولية الإغواء، ولم يخصها بالذكر، فهي لم تكن السبب في مكائد الشيطان الذي كان السبب في الإخراج من الجنة، وإنما آدم هو المسئول الأول والأخير، كما جاء في سورة طه كان اللوم أولا لآدم وحده
(وَلَقَدۡ عَهِدۡنَاۤ إِلَىٰۤ ءَادَمَ مِن قَبۡلُ فَنَسِیَ وَلَمۡ نَجِدۡ لَهُۥ عَزۡمࣰا) [سورة طه 115]، كما كان التحذير له (فَقُلۡنَا یَـٰۤـَٔادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوࣱّ لَّكَ وَلِزَوۡجِكَ فَلَا یُخۡرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلۡجَنَّةِ فَتَشۡقَىٰۤ) [سورة طه 117] وحمل آدم المسؤولية ولم يقل “فتشقيان” ، وكان هو المقصود بوسوسة الشيطان (فَوَسۡوَسَ إِلَیۡهِ ٱلشَّیۡطَـٰنُ قَالَ یَـٰۤـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكࣲ لَّا یَبۡلَىٰ)
[سورة طه 120]
أصل رواية إغواء حواء لآدم
فقد جاء في التوراة إنها هي التي زينت لآدم أن يأكل من الشجرة حيث بدأت للحية بإغوائها أولاً
يذكر سفر التكوين في بداية الإصحاح الثالث عن الحية التي قامت بإغواء حواء التي أغوت بدورها آدم وأكلا من الشجرة: ( وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله، فقالت للمرأة: أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة؟ فقالت المرأة للحية: من ثمر شجرة الجنة نأكل، وأما من ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله: لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا، فقالت الحية للمرأة: لن تموتا، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر، فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل، فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر).
قصة آدم عليه السلام في القرآن الكريم
وقد جاءت القصة حيث ترتيب نزول السور المكية والمدنية.
القصص القرآني هو صفوة لكل ما عرفه الأنسان من الفن القصصي، أياً كان نوع هذا القصص من حيث الموضوع، أو من حيث الحجم؛ لأن الله تبارك وتعالى اختار ما يقصه على نبيه عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
ومن عجيب أمر القصة في القرآن، أنك تقرأ القصة في السورة الواحدة، فتجدها قد بلغت الغاية وأدت الرسالة، بحيث تكون كافية لما سيقت له من الخبر المتحدث عنه، فإذا أنت ضممت القصة إلى أخواتها اتسعت البقعة المثمرة واتسع البناء المحكم، فتؤدي الغرض الديني، ومن حيث النسق الفني فإنك لو تأملت مٌلاق ما تأنس به نفسك، ويستريح له فؤادك وتنعم عاطفة وفكراً، إن كل قصة في كتاب الله تكون جناحاً محكم التصميم، فإذا ضممت هذه القصة التي تحدثك عن نبي من الأنبياء إلى أخواتها وجدت البناء المحكم لتعطي الصورة الفنية التي هي قمة الإبداع.
1- قصة آدم في سورة ( ص)
وتحدثنا الآيات أن الملائكة سجدوا أجمعون الا إبليس استكبر وكان من الكافرين ، وحينما سأله الله لم لم تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ، أي ما الذي منعك عن السجود أهو استكبارك الذي لا داعي له أم كونك ترى نفسك حقيقاً جديراً بالعلو والتفضيل ، فإن كثيراً من المستكبرين لا يكون هناك سبب يدعو لاستكبارهم ؟ أجاب بأنه خير من آدم لأنه خلق من نار ، وخلق آدم من طين ، وقيل له اخرج مرجوماً ملعوناً إلى يوم الدين ، وطلب الإنظار والإمهال إلى يوم يبعثون ؛ لكنه لم يجب إلى ما طلب وانما أنذر إلى يوم الوقت المعلوم ، وأقسم بعزة الله أن يغويهم أجمعين إلا المخلصين من عباد الله ، وقال الله : الحق -والحق يقول- بأنه سيملأ جهنم ا منه ، ومن أتباعه أجمعين . هذا ما جاء في سورة ( ص ) وهذه هي الآيات الكريمة (إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی خَـٰلِقُۢ بَشَرࣰا مِّن طِینࣲ فَإِذَا سَوَّیۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِیهِ مِن رُّوحِی فَقَعُوا۟ لَهُۥ سَـٰجِدِینَ فَسَجَدَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ ٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ قَالَ یَـٰۤإِبۡلِیسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِیَدَیَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِینَ قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِیمࣱ وَإِنَّ عَلَیۡكَ لَعۡنَتِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلدِّینِ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِینَ قَالَ فَٱلۡحَقُّ وَٱلۡحَقَّ أَقُولُ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ أَجۡمَعِینَ)[سورة ص 71 – 85]
2- قصة آدم في سورة (الأعراف)
اختلفت بداية القصة عما جاء في سورة ص قال تعالى (وَلَقَدۡ خَلَقۡنَـٰكُمۡ ثُمَّ صَوَّرۡنَـٰكُمۡ ثُمَّ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ لَمۡ یَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِینَ) [سورة الأعراف 11]
والناظر في سورة الأعراف يجد أنها تشتمل على جزئيات كثيرة لم تذكر في سورة ( ص ) ، ففي سورة ( ص ) ذكر الماء والطين ؛ ولكنه لم يذكر في سورة الأعراف ، وفي سورة ( ص ) ذكر القول بعنوان الربوبية للنبي ﷺ (إذ قال ربك )، ولكن في سورة الأعراف ذكر شيء آخر : (ثم قلنا للملائكة) وفي سورة الأعراف ذكر الأمر : ( إذ أمرتك) ولم يذكر الخلق باليدين الذي ذكر في سورة ( ص ) ، وأمر آدم أن يسكن وزوجه الجنة ذكر في سورة الأعراف ولم يذكر في ( ص ) وكذلك أمرهما أن يأكلا من كل شيء إلا شجرة واحدة ، وكيف وسوس لهما الشجرة ، وبدت لهما سوءاتهما ، وطفقا يخصفان عليهما من ورق أكلا من الشيطان حتى الجنة ، فهذه مشاهد ذكرت في سورة الأعراف ولم تذكر في سورة ( ص ) .
الآيات الكريمة (( وَلَقَدۡ خَلَقۡنَـٰكُمۡ ثُمَّ صَوَّرۡنَـٰكُمۡ ثُمَّ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ لَمۡ یَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِینَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا یَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِیهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّـٰغِرِینَ قَالَ أَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ قَالَ فَبِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَ ٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ ثُمَّ لَـَٔاتِیَنَّهُم مِّنۢ بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَیۡمَـٰنِهِمۡ وَعَن شَمَاۤىِٕلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَـٰكِرِینَ قَالَ ٱخۡرُجۡ مِنۡهَا مَذۡءُومࣰا مَّدۡحُورࣰاۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمۡ أَجۡمَعِینَ وَیَـٰۤـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ فَكُلَا مِنۡ حَیۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّیۡطَـٰنُ لِیُبۡدِیَ لَهُمَا مَا وُۥرِیَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَ ٰ تِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَا مَلَكَیۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَـٰلِدِینَ وَقَاسَمَهُمَاۤ إِنِّی لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّـٰصِحِینَ فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورࣲۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَ ٰ تُهُمَا وَطَفِقَا یَخۡصِفَانِ عَلَیۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَاۤ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَاۤ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمَا عَدُوࣱّ مُّبِینࣱ) [سورة الأعراف 11 – 22]
3_ قصة آدم في سورة (طه)
سورة طه لم تحدثنا عن الماء والطين ولكن حدثتنا عن قضايا جديدة وهى:
- عداوة إبليس لآدم وزوجه.
- عن محاولته اخراجهما من الجنة.
- وسائل الراحة التي هيئت له في الجنة.
- المداخل التي استطاع إبليس أن يدخل منها لآدم وهي حب البقاء، وحب التملك.
الآيات الكريمة (وَلَقَدۡ عَهِدۡنَاۤ إِلَىٰۤ ءَادَمَ مِن قَبۡلُ فَنَسِیَ وَلَمۡ نَجِدۡ لَهُۥ عَزۡمࣰا وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰ فَقُلۡنَا یَـٰۤـَٔادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوࣱّ لَّكَ وَلِزَوۡجِكَ فَلَا یُخۡرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلۡجَنَّةِ فَتَشۡقَىٰۤ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِیهَا وَلَا تَعۡرَىٰ وَأَنَّكَ لَا تَظۡمَؤُا۟ فِیهَا وَلَا تَضۡحَىٰ فَوَسۡوَسَ إِلَیۡهِ ٱلشَّیۡطَـٰنُ قَالَ یَـٰۤـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكࣲ لَّا یَبۡلَىٰ فَأَكَلَا مِنۡهَا فَبَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَ ٰ تُهُمَا وَطَفِقَا یَخۡصِفَانِ عَلَیۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۚ وَعَصَىٰۤ ءَادَمُ رَبَّهُۥ فَغَوَىٰ ثُمَّ ٱجۡتَبَـٰهُ رَبُّهُۥ فَتَابَ عَلَیۡهِ وَهَدَىٰ قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِیعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوࣱّۖ فَإِمَّا یَأۡتِیَنَّكُم مِّنِّی هُدࣰى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَایَ فَلَا یَضِلُّ وَلَا یَشۡقَىٰ)[سورة طه 115 – 123]
4) قصة آدم في سورة (الإسراء)
كان حديث الآيات في سورة الإسراء يكاد يكون مقتصر على ما سيكون من إبليس مع بني آدم.
الآيات الكريمة (وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ قَالَ ءَأَسۡجُدُ لِمَنۡ خَلَقۡتَ طِینࣰا قَالَ أَرَءَیۡتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِی كَرَّمۡتَ عَلَیَّ لَىِٕنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّیَّتَهُۥۤ إِلَّا قَلِیلࣰا قَالَ ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاۤؤُكُمۡ جَزَاۤءࣰ مَّوۡفُورࣰا وَٱسۡتَفۡزِزۡ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ وَأَجۡلِبۡ عَلَیۡهِم بِخَیۡلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكۡهُمۡ فِی ٱلۡأَمۡوَ ٰلِ وَٱلۡأَوۡلَـٰدِ وَعِدۡهُمۡۚ وَمَا یَعِدُهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ إِلَّا غُرُورًا إِنَّ عِبَادِی لَیۡسَ لَكَ عَلَیۡهِمۡ سُلۡطَـٰنࣱۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِیلࣰا) [سورة الإسراء 61 – 65]
5) قصة آدم في سورة (الحجر)
قد أضافت سورة الحجر عنصراً جديداً مهماً، أن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان من صلصال من حمإ مسنون، ذلك لأن عنصري الصلصال والحمإ المسنون في خلق الإنسان وفي حياته بعد ذلك دوراً لا يمكن إغفاله، فالصلصال لا يتماسك كثيراً بل سرعان ما يتحطم ويتفتت؛ فهو هش لأنه الطين الذي جففته الشمس، فهو لا يملك خاصية المحافظة على ذاته، والحمأ المسنون الطين الذي أشتد سواده وتغيرت راحته تغيراً مكروهاً والمسنون المصور. فإن عد التماسك وعد الاحتفاظ بخاصية الصلاح و طروء الفساد هذه صفات الإنسان إذا تداركه الله بعفوه ورحمته، فإن حين ذلك يكون قويا بعيدا عن أن يطرأ عليه الفساد.
عنصر التزيين جديد في هذه السورة الكريمة، سيحسن إبليس لهم ما يريد أن يحملهم عليه ويأمرهم به ، ولكنه أعترف أنه لن يقدر، ولن يغوي بهذا التزيين عباد الله المخلصين، ويبين الله له بأن جهنم موعده وموعد من يرضى بتزينه، وأن لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم.
الآيات الكريمة (وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی خَـٰلِقُۢ بَشَرࣰا مِّن صَلۡصَـٰلࣲ مِّنۡ حَمَإࣲ مَّسۡنُونࣲ فَإِذَا سَوَّیۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِیهِ مِن رُّوحِی فَقَعُوا۟ لَهُۥ سَـٰجِدِینَ فَسَجَدَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰۤ أَن یَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِینَ قَالَ یَـٰۤإِبۡلِیسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِینَ قَالَ لَمۡ أَكُن لِّأَسۡجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقۡتَهُۥ مِن صَلۡصَـٰلࣲ مِّنۡ حَمَإࣲ مَّسۡنُونࣲ قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِیمࣱ وَإِنَّ عَلَیۡكَ ٱللَّعۡنَةَ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلدِّینِ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ قَالَ رَبِّ بِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأُزَیِّنَنَّ لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِینَ قَالَ هَـٰذَا صِرَ ٰطٌ عَلَیَّ مُسۡتَقِیمٌ إِنَّ عِبَادِی لَیۡسَ لَكَ عَلَیۡهِمۡ سُلۡطَـٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِینَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوۡعِدُهُمۡ أَجۡمَعِینَ لَهَا سَبۡعَةُ أَبۡوَ ٰبࣲ لِّكُلِّ بَابࣲ مِّنۡهُمۡ جُزۡءࣱ مَّقۡسُومٌ)[سورة الحجر 28 – 44]
6) قصة آدم في سورة الكهف
ذكرت لنا القصة في آية واحدة، ولكنها لم تخلو من جديد فقد برز في هذه الآية:
- إن إبليس من الجن.
- إن إبليس له ذرية.
- أنه فسق عن أمر ربه بعد أن لم يكن كذلك .
- إنه لا يجوز لبني آدم أن يتخذوا ابليس وذريته أولياء من دون الله مع عداوته لهم.
الآية الكريمة (وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّیَّتَهُۥۤ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِی وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِینَ بَدَلࣰا)[سورة الكهف 50]
هذه الآية الكريمة وما فيها من قضايا جديدة كانت آخر الحديث عن قصة آدم في العهد المكي.
7) قصة آدم في سورة البقرة
في العهد المدني فنجد الحديث عن قصة آدم في سورة واحدة فحسب هي سورة البقرة، وما جاء فيها من جديد أن الله سبحانه وتعالى علم آدم الأسماء كلها، لم يكن الملائكة على علم بها.
الآيات الكريمة (وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی جَاعِلࣱ فِی ٱلۡأَرۡضِ خَلِیفَةࣰۖ قَالُوۤا۟ أَتَجۡعَلُ فِیهَا مَن یُفۡسِدُ فِیهَا وَیَسۡفِكُ ٱلدِّمَاۤءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَاۤءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِی بِأَسۡمَاۤءِ هَـٰۤؤُلَاۤءِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ قَالُوا۟ سُبۡحَـٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَاۤ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ قَالَ یَـٰۤـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَاۤىِٕهِمۡۖ فَلَمَّاۤ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَاۤىِٕهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ غَیۡبَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ وَقُلۡنَا یَـٰۤـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَیۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّیۡطَـٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِیهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوࣱّۖ وَلَكُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرࣱّ وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِینࣲ فَتَلَقَّىٰۤ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَـٰتࣲ فَتَابَ عَلَیۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ قُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ مِنۡهَا جَمِیعࣰاۖ فَإِمَّا یَأۡتِیَنَّكُم مِّنِّی هُدࣰى فَمَن تَبِعَ هُدَایَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ) [سورة البقرة 30 – 38]
المصادر
- سورة طه
- سفر التكوين الاصحاح الثالث
- فضل حسن عباس، قصص القرآن الكريم
- أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام
- سورة (ص)
- سورة(الأعراف)
- سورة (الحجر)
- سورة ( الإسراء)
- سورة (الكهف)
- سورة (البقرة)