الأعراض الأكثر شيوعاً للقولون العصبي المزمن وكيفية التعامل معها.. يعتبر القولون العصبي واحد من أكثر الاضطرابات الهضمية شيوعاً في المجتمعات الحديثة، فهناك الملايين حول العالم متأثرين بهذه المتلازمة لذا فهويمثل تحدياً مستمراً للأطباء والباحثين، إذ أنه يرتبط بعوامل مختلفة متأثرة بجوانب نفسية وجسدية، وبالتالي فهو يؤثر علي شكل حياة المريض وجودة حياته كذلك.
في هذا المقال عن الأعراض الأكثر شيوعاً للقولون العصبي المزمن وكيفية التعامل معها، سنحاول بيان الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بتلك المتلازمة وكذلك تحليل العوامل التي تساعد على تفاقم الحالة، وكيفية التعامل معها.
نبدأ أولاً :ماهية متلازمة القولون العصبي.
هي حالة تؤثر على الجزء الأسفل من الأمعاء أو ما تعرف بالأمعاء الغليظة، يكمن الخلل الرئيسي في تلك المتلازمة في حركة الأمعاء الغليظة أما يكون هناك زيادة في حركة الأمعاء، أو نقص في تلك الحركة.
تؤثر متلازمة القولون العصبي على حوالي١٥-٣٠٪ من الناس،وهي تؤثر على النساء بشكل أكبر من الرجال، وفي الغالب ما تبدأ الأعراض الأكثر شيوعاً للقولون العصبي المزمن في مرحلتي المراهقة والشباب أو بعد ذلك ولكن قبل سن ٥٠.
الأعراض الأكثر شيوعاً للقولون العصبي المزمن.
تتميز متلازمة القولون العصبي بطيف واسع من الأعراض التي تحدث على مستوى الجهاز الهضمي، وغيرها التي تؤثر أماكن أخرى في جسم الإنسان.
أولاً : أعراض الجهاز الهضمي.
- تقلصات وآلام البطن.
في متلازمة القولون العصبي يمكن أن تحدث التقلصات في أي جزء من البطن، ولكن الأكثر شيوعاً أن يرتكز الألم في الناحية اليسرى من البطن مكان تواجد القولون السيني أو الأمعاء الغليظة، وفي الغالب ما يتركز الألم حول منطقة السرة.
- تغيرات حركة الأمعاء.
المشكلة الأساسية في تلك المتلازمة تكمن في حركة الأمعاء عند بعض الناس تزيد حركة الأمعاء فيؤدي ذلك إلي حدوث الأسهال، ولكن بنسبة تصل إلي حوالي ٥٠٪ يكون لديهم ضعف في الحركة الدودية للأمعاء مما يؤدي إلي الإصابة بالإمساك، ولدي حوالي٣٠٪من الناس تتنوع الأعراض ما بين الإصابة بالإسهال أو الإمساك بالتبادل.
- زيادة الانتفاخ والغازات.
بسبب خلل حركة الأمعاء وبشكل أخص نقص حركة الأمعاء مما يؤدي إلي زيادة الغازات في البطن، وقد يعاني البعض مما لديهم متلازمة القولون العصبي من نقص في البكتريا النافعة في الجهاز الهضمي مما يؤثر على عملية الهضم وبالتالي زيادة الانتفاخ والغازات.
- تغيرات شكل البراز.
في الغالب ما يكون مائل للسواد، يحتوي على بعض المخاط ، وهناك كذلك تغيرات في قوام البراز، والكثير ممن يعانون من تلك المتلازمة لديهم شعور بعدم الانتهاء من التبرز بشكل كامل.
- ارتجاع المريء.
في بعض الأحيان تؤثر الأعراض الأكثر شيوعاً للقولون العصبي المزمن على المرئ حيث تؤدي اضطرابات الهضم المصاحبة لتلك المتلازمة علي ارتجاع حمض المعدة إلى المرئ فيزيد إحساس الحموضة، وكذلك كثرة التجشؤ، وكذلك صعوبة في البلع في بعض الأحيان.
- حالة من الغثيان والقيء في بعض الأحيان.
ثانيًا :أعراض أخري بعيدة عن الجهاز الهضمي.
- الشعور بالتعب والإرهاق المستمر.
في الغالب ما تؤدي اضطرابات الهضم، ونقص حركة الأمعاء إلي زيادة الغازات بالقولون مما يزيد الضغط على الأعضاء القريبة وهي الصدر والقلب.
- آلام أسفل الظهر.
هو نوع من الألم المنعكس، اضطرابات القولون تؤثر بشكل كبير على الأربطة والأنسجة التي تربط أسفل الظهر بالقولون مما يؤدي إلي آلام أسفل الظهر.
- آلام الرقبة.
تزداد حالات تقلبات المزاج لدى المصابين بمتلازمة القولون العصبي و تزداد لديهم معدل ضربات القلب ، والبعض منهم قد يصاب بنوبات من الهلع، وقد يصل الأمر في بعض الحالات الشديدة إلي وجود ميول انتحارية.
لوحظ أن المصابين بمتلازمة القولون العصبي يزداد لديهم حالات الإصابة بالصداع النصفي الذي يتميز بحساسية شديدة من الضوء وكذلك الأصوات المرتفعة.
أسباب الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
أشارت العديد من الدراسات والأبحاث الحديثة إلى العلاقة بين القولون والجهاز العصبي المركزي فهناك حالة من التأثير والتأثر المتبادل بينهما، وفيما يلي توضيح لأهم الأسباب التي تؤدي إلى الأعراض الأكثر شيوعاً للقولون العصبي المزمن:-
- خلل العلاقة بين الجهاز العصبي والأمعاء.
بطانة الأمعاء بها عدد كبير من الخلايا العصبية، تلك الخلايا هي المسئول الأول عن الحركة الدودية للأمعاء، انتظام تلك الحركة يعتمد بشكل أساسي على السيال العصبي القادم من الجهاز العصبي المركزي
خلل تلك العلاقة يؤدي إلى خلل في حركة القولون والجهاز الهضمي بشكل مباشر، مما يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
- نقص مستويات السيروتونين.
السيروتونين ناقل عصبي هام يتم إنتاجه في الأمعاء بشكل أساسى، وبطبيعة العلاقة المتبادلة بين الجهاز العصبي والجهاز الهضمي ينتقل السيروتونين من الأمعاء إلي الجهاز العصبي للتحكم في اضطرابات القلق والتوتر وبعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب.
ولكن دوره لا يقتصر فقط على ذلك، ولكن له دور رئيسي في حركة الأمعاء فعند نقص السيروتونين يؤدي ذلك إلي نقص حركة الأمعاء وبالتالي الإمساك، والعكس صحيح.
في بعض الأحيان قد يتم استئصال المرارة نتيجة الالتهاب الشديد أو وجود حصوات في المرارة ونتيجة لذلك يؤدي الكوليسيستوكينين الذي يتم إنتاجه في الأمعاء للتأثير على المرارة لإفراز العصارة الصفراوية للمساعدة على هضم الطعام، وعندما لا يجد الكوليسيستوكينين مستقبلاته الموجودة في المرارة للتأثير عليها فأنه يقوم بنفس وظيفته ولكنها تؤثر على الأمعاء مما يؤدي إلي زيادة سرعة حركة الأمعاء فتزداد التقلصات والإسهال وهي من الأعراض الرئيسية في متلازمة القولون العصبي.
- بعض حالات العدوى في الجهاز الهضمي.
هناك علاقة وثيقة بين الجهاز الهضمي وجهاز المناعة، حيث تحتوي الامعاء على نسيج لمفاوي يحتوي على عدد من الخلايا المناعية وظيفتها هي التعرف على العوامل الممرضة و تنسيق الاستجابة المناعية، وبذلك عند التعرض للعدوي في الجهاز الهضمي قد تحفز الاستجابة المناعية بعد الأنتهاء من العدوى الأعراض الأكثر شيوعاً للقولون العصبي المزمن.
ولكن ليس معنى وجود علاقة بين الجهاز الهضمي وجهاز المناعة إن متلازمة القولون العصبي مرض مناعي.
- عدم تحمل بعض أنواع الطعام.
هناك بعض الأشخاص يكون لديهم عدم تحمل بعض الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، والبعض الآخر لديه عدم تحمل اللاكتوز، فتظهر عليهم أعراض القولون العصبي.
ومن الجدير بالذكر أن حالات التوتر والقلق النفسي سبب رئيسي في الأعراض الأكثر شيوعاً للقولون العصبي المزمن.
- تشخيص متلازمة القولون العصبي.
عند ظهور الأعراض سابقة الذكر على المريض، واستمرارها لمدة ثلاث أشهر أو أكثر فلابد من التوجه إلى الطبيب المختص حيث يتم التشخيص عن طريق ما يلي:-
١-الكشف السريري بعد سماع الأعراض.
٢-استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية للحصول على صورة توضح خلل حركة الأمعاء.
٣-الفحوصات المخبرية والتي يتم إجراؤها لاستبعاد الإصابة بأي أمراض أخرى، وذلك لتداخل الأعراض مع بعض الأمراض الأخرى، ولكن القولون العصبي في حد ذاته لا يتم تشخيصه من خلال الفحوصات المخبرية لأنه يعتبر خلل في وظيفة الجهاز الهضمي.
علاج متلازمة القولون العصبي وكيفية التعامل معها.
القولون العصبي هي حالة مرضية مزمنة، لا يوجد علاج نهائي لها، ولا يمكن الشفاء منها، ولذلك يكون العلاج قائم على علاج الأعراض الأكثر شيوعاً للقولون العصبي المزمن،
وكذلك بعض التغييرات في نمط الحياة للتحكم والتعامل الفعال مع تلك الحالة.
أولاً :العلاج الدوائي.
- الملينات في حالة الإمساك، وهناك أدوية أخري تؤدي إلي التقليل من حركة الأمعاء في حالة الأسهال.
- استخدام بعض المطهرات المعوية، وكذلك المضادات الحيوية في حالة كانت أسباب الإصابة عدوى بكتيرية أو ڤيروسية.
- استخدام بعض الأدوية التي تعمل على تنظيم حركة القولون والجهاز الهضمي.
- بعض الأدوية التي تساعد على علاج التقلصات، والانتفاخ والغازات.
- تساعد في علاج متلازمة القولون العصبي بعض الأدوية المضادة للاكتئاب.
- العلاج المعرفي السلوكي مفيد في حالات القولون العصبي للسيطرة على الأعراض، والبعد عن القلق والتوتر.
ثانيًا :تغييرات نمط الحياة.
- البعد عن بعض الأطعمة التي تؤدي إلى تهيج القولون وهي البقوليات، اللحوم المصنعة، الوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، بعض الأطعمة التي تحتوي على ألياف غير قابلة للذوبان،الأطعمة كثيرة التوابل.
- ضرورة ممارسة رياضة المشي لما لها من تأثير إيجابي على تحسين الأعراض الأكثر شيوعاً للقولون العصبي المزمن.
- اتباع حمية غذائية خاصة بالقولون العصبي وهي Iow Fodmap diet،الغرض من تلك الحمية ليس نقصان الوزن، بل السيطرة على الأعراض المزعجة للقولون العصبي بالبعد عن بعض الأطعمة لمدة تتراوح بين الأسبوعين إلى ٦ أسابيع وبعدها يتم إدخال تلك الأطعمة مرة أخرى بشكل تدريجي.
الأعراض الأكثر شيوعاً للقولون العصبي المزمن، حالة طبية شائعة يمكن التغلب عليها وإدارة أعراضها عند فهم العوامل التي تساعد على الإصابة بها، وكذلك علاقتها الكثيرة المعقدة بأعضاء أخرى مثل الجهاز العصبي، وجهاز المناعة، وكذلك البعد عن الأطعمة المهيجة للقولون، كل ذلك يمثل جزء من العلاج الشامل لمتلازمة القولون العصبي وبالتالي تحسين جودة حياة المرضى.