الغدة الدرقية وتأثيرها على وظائف الجسم

الغدة الدرقية وتأثيرها على وظائف الجسم

الغدة الدرقية هي غدة تشبه الفراشة، توجد أسفل الحنجرة في الجزء الأمامي من العنق، وتسيطر على معدل التمثيل الغذائي، وحرارة الجسم، وسرعة نبضات القلب، وغيرها من الوظائف الحيوية.

وتفرز الغدة هرمونين أساسيين وهما:

  • هرمون الثيروكسن: والذي يرمز له بالرمز (T4).
  • هرمون ثلاثي يودوثيرودين: ويرمز له بالرمز (T3).

وعند حدوث خلل في إفراز هذه الهرمونات تختل العديد من وظائف الجسم التي سنتحدث عنها تفصيلًا.

هل تسيطر الغدة النخامية على إفراز الدرقية؟

بالطبع؛ فرغم صغر حجم الغدة النخامية التي تشبه حبة البازلاء، والموجودة في الدماغ إلا أن الله أعطاها قدرة فائقة على التحكم في إفراز العديد من الغدد داخل الجسم ومنها الدرقية.

تفرز الغدة النخامية هرمونًا منبهًا للدرقية يسمى بالإنجليزية (Thyroid stimulating hormone)، أو هرمون TSH، والذي يعمل على تعديل إفرازات الدرقية، سواء بالزيادة أو النقصان.

وظائف الدرقية

كما ذكرنا سابقًا فإن الدرقية تسيطر على العديد من الوظائف الحيوية ومنها:

  • تعمل على توازن معدلات التمثيل الغذائي للجسم، وهو عملية تحويل الطعام عن طريق الخلايا إلى طاقة للاستفادة منها.
  • تؤثر على سرعة وقوة نبضات القلب، مما يوثر بدوره على ضغط الدم، وقد يؤدي الخلل بها إلى الإصابة بالذبحة الصدرية، أو ارتفاع الكوليسترول بالدم.
  • تتحكم الدرقية في تمدد الأوعية الدموية، مما يؤثر على مقدار الحرارة التي تخرج من الجسم، فقد يشعر المريض بها بالحرارة الشديدة، او البرودة بحسب نوع الخلل بها.
  • تلعب دورًا في اكتمال نمو الدماغ لدى الأطفال، وتؤثر على التركيز، وتساعد في تنظيم عملية انقباض العضلات.
  • تتحكم في عملية تجديد واستبدال الخلايا الميتة في الجسم، بسبب دورها في التمثيل الغذائي، وإنتاج الطاقة.

الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية

بعد أن تعرفنا على وظائف الدرقية، يمكننا الآن فهم الأمراض التي تصيبها، والتي تسبب خللًا في إفرازها للهرمونات مما يؤثر على وظائف الجسم، ومن أشهر الأمراض المتعلقة بها:

فرط نشاط الغدة الدرقية

ويحدث عندما تفرز الدرقية الكثير من الهرمون، مسببة أعراضًا قد تتشابه مع كثير من الأمراض، لذا تحتاج للتشخيص الدقيق، ومن أبرز هذه الأعراض:

  • نقصان الوزن بدون أسباب.
  • زيادة سرعة ضربات القلب.
  • زيادة الشعور بالجوع.
  • القلق، والعصبية المفرطة، والأرق في بعض الأحيان.
  • الشعور برعشة بسيطة في أصابع اليدين.
  • قد تحدث اضطرابات لدى النساء في دورة الحيض.
  • التعرق، وزيادة الحساسية تجاه الحرارة.
  • الشعور بالإجهاد مع أقل مجهود، وضعف العضلات.
  • تقصف الشعر، وترقق الجلد.
  • تضخم الغدة، ويظهر على هيئة تورم في العنق، ولكن قد يتشابه هذا العرض مع مشكلات أخرى مثل: سرطان الغدة الدرقية،  أو عقيدات الدرقية، وفي بعض الأحيان قد يدل على قصور الدرقية.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي تظهر على هيئة إسهال.
  • مشكلات في الرؤية.

ويعد فرط الدرقية أكثر شيوعًا في النساء عن الرجال، كما قد تنتج الإصابة عن اضطراب في الجهاز المناعي، وإذا كان لديك تاريخ عائلي للمرض، فمن المحتمل أن تصاب به.

قصور الغدة الدرقية

يحدث عندما لا تفرز الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمون، وقد لا يسبب أعراضًا واضحة في مراحله المبكرة، ولكن بمرور الوقت، وعدم تلقي العلاج قد يسبب مشكلات صحية مثل: ارتفاع الكوليسترول، ومشكلات القلب.

وتتضمن أعراض قصور الدرقية ما يلي:

  • زيادة الوزن، وانتفاخ الوجه.
  • بطء سرعة ضربات القلب.
  • الاكتئاب، ومشكلات في الذاكرة.
  • عدم انتظام دورة الحيض، وغزارة النزيف عن المعتاد.
  • زيادة الحساسية تجاه البرودة.
  • وجع بالعضلات، وتيبسها.
  • جفاف الجلد، وترقق الشعر.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي على هيئة إمساك.

هل يصاب الأطفال بمرض قصور الدرقية

نعم؛ فيمكن لأي شخص أن يصاب بقصور الدرقية، حتى الرضع، ولكن لا تظهر أعراض الغدة الدرقية مبكرًا، ولكن فور ظهورها يجب استشارة الطبيب، وتتضمن أعراض قصور الدرقية في الأطفال ما يلي:

  • مشكلات في التغذية، وبطء النمو.
  • إصفرار الجلد، وبياض العينين.
  • تضخم اللسان.
  • البكاء بصوت مبحوح.
  • الإصابة بالفتق السري.

وتظهر أعراض مميزة للأطفال في سن المراهقة مثل:

  • ضعف النمو، وقصر القامة.
  • تأخر البلوغ.
  • مشكلات في التركيز، والنمو العقلي.

أسباب الإصابة بقصور الدرقية

إضافة إلى التاريخ العائلي اللمرض، وخلل الجهاز المناعي، والالتهابات، هناك أسباب أخرى للإصابة بقصور الدرقية مثل:

  • الخضوع للمعالجة الإشعاعية، في حالة الإصابة بسرطانات الرأس، أو العنق.
  • جراحة الغدة الرقية، واستئصالها كاملة، او جزء منها.
  • بعض ادوية الاضطرابات النفسية.
  • مشكلات منذ الولادة، فيولد بعض الأطفال بغدة لا تعمل على نحو صحيح.
  • بعض السيدات أثناء فترة الحمل تصاب بقصور الدرقية.
  • اضطرابات الغدة النخامية، ولكنه من الأسباب النادرة.

التشخيص

تُشخص أمراض الغدة الدرقية من خلال الفحص البدني للرقبة، وتحاليل الدم، إضافة إلى الرجوع للتاريخ العائلي للمرض.

الفحص البدني

سيطلب منك الطبيب إمالة رأسك للخلف أثناء شربك للماء، وسيفحص رقبتك في المنطقة أسفل تفاحة آدم، وفوق عظمة الترقوة وسيراقب وجود نتوءات أثناء البلع.

تحاليل الدم

يلزم إجراء تحاليل لتأكيد تشخيص الإصابة بأمراض الغدة الدرقية، مثل تحليل TSH وهو تحليل يقيس الهرمون المنبه للدرقية.

فإذا كان قياس هرمون TSH مرتفعًا، فهو يشير إلى الإصابة بقصور الدرقية، وإذا كان منخفضًا، فيشير إلى فرط نشاطها.

كما يحتاج الطبيب لقياس مستويات هرمونات الدرقية الأخرى مثل: T3، T4.

داء غريفز

من أشهر مضاعفات مرض فرط الدرقية، ويسمى مرض العين الدرقي، ويؤثر على العضلات والأنسجة المحيطة بالعين.

وتتضمن أعراضه ما يلي:

  • انتفاخ العينين، والإحساس بما يشبه الرمل داخلهما.
  • الحساسية للضوء، وازدواج الرؤية.
  • احمرار بالعينين، وانتفاخ الجفون.

مضاعفات قصور الدرقية

عندما لا يتلقى مرضى قصور الدرقية العلاج المناسب، قد يؤدى انخفاض نسبة الهرمون إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول، مما قد يقودهم للإصابة بالسكتة الدماغية، أو النوبة القلبية، وفي بعض الأحيان قد يتطور الأمر إلى فقدان الوعي، وانخفاض درجة حرارة الجسم، مما يهدد حياة المريض.

علاج قصور الدرقية

في حال الإصابة بقصور الدرقية سيصف لك الطبيب دواء ليفوثيروكسين، وهو بديل للهرمون الدرقي ويؤخذ عن طريق الفم.

ويشعر المريض بالتحسن بعد حوالي أسبوعين من بدء العلاج، إذ يعيد الهرمون إلى مستوياته الطبيعية، ويشعرك بتحسن الأعراض، ومما لا شك فيه أن طبيبك سيطلب إعادة تحليل TSH، وقياس مستويات الهرمون، كل ستة أشهر لتحديد الجرعة المناسبة.

وفي حال زيادة الجرعة قد تشعر ببعض الأعراض مثل: خفقان القلب، والرعشة، وزيادة الشهية، والشعور بالإرهاق.

ينصح بتناول الليفوثيروكسن على معدة فارغة صباحًا، ولا تتناول الطعام إلا بعد مرور 30 دقيقة على الأقل.

لا تتوقف عن تناول الدواء حتى لا تنتكس، وإذا فاتتك جرعة، فضاعف الجرعة في اليوم التالي، ما لم يصف الطبيب غير ذلك.

هناك بعض الأدوية التي تتعارض مع الليفوثيروكسين مثل: مكملات الحديد، وأدوية الحموضة التي تحتوي على هيدروكسيد الألومنيوم، ومكملات الكالسيوم.

علاج فرط الغدة الدرقية

  • الأدوية المضادة للدرقية والتي تمنع الغدة من إفراز كمية كبيرة من الهرمون، ويبدأ التحسن مع هذه الأدوية في غضون أسابيع، ويستمر العلاج من 12 شهرًا، حتى 18 شهرًا، ويمكن التوقف بعد رجوع الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية.
  • العلاج باليود المشع الذي يؤدي إلى انكماش الغدة، ويحد من نشاطها، وعادة ما يسبب هذا النوع من العلاج قصورًا في الدرقية ويحتاج المريض بعدها إلى تناول أقراص لتعويض الهرمونات.
  • الجراحة، إذ  يستئصل الطبيب جزءًا من الغدة، أو الغدة كاملة، ويستمر المريض في تناول الهرمونات البديلة مدى الحياة.
  • وقد يصف الطبيب لك أدوية لأعراض فرط الدرقية مثل: خفقان القلب، أو الرعاش.

وفي النهاية نوصيك عزيزي مريض الغدة الدرقية بمتابعة زياراتك للطبيب، وإجراء تحاليل الهرمونات بانتظام، والالتزام بالعلاج، وممارسة الرياضة حتى تنعم بصحة جيدة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *